مقتل زغيم تنظيم القاعدة.. أسامة بن لادن لايثير كثيراً من الحزن لدى عامة المسلمين.. وإنما سيقتصر على أولئك الذين شاركوه في نهجه الدموي.. الذي أضر كثيراً بمصالح المسلمين وغير المسلمين بين المقاتلين والمدنيين.. بين المحتلين للأرض.. والسياح الذين يأتون إلى البلدان العربية والإسلامية بغرض السياحة.. أضر باقتصاديات دول الخليج واليمنوالجزائر والسودان.. أضر بسمعة المسلمين الطيبة.. وفجر صراعاً بين الجماعات الإسلامية.. وأيضاً بين التيارات السياسية العربية الأخرى بتكفيرها.. خلال سنوات مضت كم من أسرة مسلمة فقدت عائلها أو أحد أبنائها أو أقربائها بسبب تفجير انتحاري.. أو عملية إرهابية للقاعدة في اليمن.. وفي السعودية.. وفي عمان “الأردن” أو مصر أو في الجزائر أو في المغرب.. أو حتى في بلاد الغرب.. ولعلنا نتذكر أحداث 11 سبتمبر.. التي هزت العالم والتي تبناها تنظيم القاعدة وبن لادن شخصياً كانت أهم أسباب التدخل الأجنبي المباشر وغير المباشر.. حيث تم غزو العراق وتدمير الجيش العراقي والدولة العراقية.. ووصل العراق إلى ماوصل إليه اليوم وأيضاً غزو أفغانستان وتدميره.. نهج بن لادن وتنظيم القاعدة يضر الإسلام ولايفيده.. نهج يتنافى مع نهج الإسلام في الجهاد.. وآدابه.. وضروراته.. في كيفية النهوض بالأمة.. الإسلام لم يكن يوماً دموياً.. ولن يكون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. الإسلام دين عدلٍ ومساواة ومحبة.. دين الوسطية.. دين يسر لادين عسر.. ولاتطرف.. ولا غلو الإسلام نهج متكامل للحياة بحلوها ومرها ميدان للصبر والتغيير لا إرهاب فيه.. إلا للعدو والمقاتل في المعركة وجهاً لوجه قوة بقوة وعداوته لنا كمسلمين أو للدين الإسلامي. بن لادن أساء لنا وأساء للإسلام بتبنيه حركة باسم الإسلام.. وهي تعارض الإسلام بأفعالها التي يجرمها الإسلام.. استغله الغرب في تشويه الإسلام لدى شعوبهم.. وبخاصة وأن الإعلام الغربي يسيطر عليه الممولون اليهود وجعلوه شماعة للإساءة للإسلام وتحريف صورة الإسلام هناك خاصة مع تزايد أعداد الذين يعتنقون الديانة الإسلامية في دول الإتحاد الأوروبي وأمريكا.. وأتمنى أن لاينساق إخوتنا في العقيدة.. ممن ينتمون لتنظيم القاعدة إلى العنف والقتل المحرم وأن يعملوا على تغيير صورة الإسلام بما يؤدي إلى ترسيخ قيمه ومبادئه العظيمة في نفوس المسلمين أولاً. إن ضعف المسلمين.. ليس بسبب عدم امتلاكهم القوة المادية.. وإنما بسبب ابتعادهم عن نهج الإسلام الحقيقي الذي يقوم على العدل والصدق والمساواة. والمحبة.. وترابط المجتمع الإسلامي كالجسد الواحد .. عندما نتمسك بمبادىء الإسلام والأخلاق العالية التي حثنا على التمسك بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. فلا شك بأن القوة الحقيقية ستكون بالعلم الذي نتعلمه لخدمة البشرية..بالإيمان بالحق. بوسعنا وبوسع من تبقى في تنظيم القاعدة أن نُصلح أحوالنا وأن نجعل المسلمين في مقدمة صفوف الأمم المتحضرة والمتقدمة بالعمل الحقيقي البعيد عن التخوين والتكفير.. البعيد عن الإرهاب والمجازر والمذابح والأيام كفيلة بالرد على أي تساؤلات عن ماذا بعد بن لادن؟ وماهو مستقبل تنظيم القاعدة؟ نحن نأمل الخير لوطننا ولديننا ولشعوبنا العربية والإسلامية ولنكن خير أمة أخرجت للناس ونحقق قيم العدل والحرية .. والمساواة ونرفع من شأن أمة الإسلام.