مشهد ولا أجمل، ومنظر ولا أروع، ذلك الذي نرى فيه عبر فضائيتنا الرائدة نساءنا الفاضلات المباركات - من بنات وأخوات وأمهات وهن يحملن الهدايا ويوزعنها على أفراد الأمن، كأقل شيء يجب عليهن نحو هؤلاء الرجال الميامين، الذين لا يألون جهداً في الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين، وإن شئت فقل: إنها لوحة عظيمة تجسد معاني الحب والإخاء، والاحترام والوفاء، المتبادل بين رجال الأمن الأوفياء، وبين المواطنين الأنقياء. ولا شك أن الهدية تفعل في النفوس الأفاعيل، ويبقى لها في القلوب أعظم التأثير الجميل، فتزداد بها المحبة، وتعظم بها المودة، وتقوى بها الأخوة، وتستمر بها الصداقة، وتحلو بها الحياة. والهدية من أفضل الخصال، وأجمل الحلال، التي حثتنا عليها الرسول الأكرم، ورغبنا فيها النبي الأعظم، فقد قال صلوات ربي وسلامه عليه: “تهادوا تحابوا” وقال عليه الصلاة والسلام: “يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة جارتها ولو فرسن شاه”، أي ولو كانت الهدية مثل ظفر الشاه وزناً، فالهدية وإن صغرت إلا أن موقعها في النفس جميل، وأثرها في القلب عظيم. فيا ترى كيف سيكون حال رجل الأمن وهو يرى بأم عينيه، ماله من مكانة شريفة، ومنزلة في قلوب المواطنين ونفوسهم، وأن ما يقوم به من خدمة نحوهم، هي محل تقدير واهتمام، وتبجيل واحترام، وإكبار وإعظام، لا شك أن رجل الأمن سيزداد حماساً في خدمة هؤلاء المواطنين، وسيضاعف الجهد من أجل حمايتهم وتأمينهم وتنظيم مسارهم، ولا سيما وهو يسمع بأذنيه دعاء وابتهال ابنته وأخته وأمه عند تسليمه الهدية لأن الله يثبته وينصره ويحفظه ويعينه. وياليت شعري هل سيتأثر بموقف هذه المرأة الرؤوفة الرحيمة تجاه رجال الأمن، أولئك المجرمون الغادرون الذين يقتلون رجل الأمن بلا سبب، ويسفكون دمه بغير ذنب؟ هل سيكون لهم في هذه المرأة اليمنية الأصيلة التي عرفت قدر رجل الأمن، وقدرت عمله الجليل، هل سيكون لهم فيها أعظم عبرة، وأكبر عظة، وأحسن أسوة، فيكفون عن توجيه رصاصات الغدر والخيانة إلى صدور رجال الأمن، وينتهون عن ممارسة أعمالهم الإجرامية، وأفعالهم الإرهابية، ويحسون بالمسئولية العظمى، والمجهود النبيل، الذي يقوم به رجال الأمن تجاه الوطن والمواطن على حد سواء؟ نتمنى ذلك.. وما ذلك على الله بعزيز.