إن أجمل وأروع ما يقال في يوم الثاني والعشرين من مايو المجيد، هو قول أبي تمام : يوم عظيم تعالى أن يحيط به نظم من الشعر أو نثر من الخطب يوم تفتح له أبواب السماء وتبرز الأرض في أثوابها القشب مع الاعتذار لأبي تمام واستبدال “يوم” ب«فتح» لأجل المناسبة. نعم.. فجميع بحور الشعر وأوزانه، وكل أنواع النشر وألوانه، لا تفي بحق هذا اليوم العظيم، يوم الثاني والعشرين من مايو المجيد، بل إن جميع مفردات اللغة عاجزة تماماً عن وصفه ونعته، وإنها لتتوارى خجلاً وحياءً إذا ما طلبت عند إرادة التعبير عنه، لجلالته ومهابته وعظمته !! فهذا اليوم العظيم لا يُنسى، وهذه اللحظة التاريخية لا تُمحى، وستظل ذكراه العطرة عالقة في قلوب وعقول ونفوس كل أبناء اليمن السعيد. وسنظل نفرح ونحتفل كلما جاء يوم الثاني والعشرين من مايو، ونباهي بوحدتنا العالم أجمع وفي ذكراه الحادية والعشرين سيكون لاحتفالنا بهذا العيد مزية خاصة، ومذاق فريد حيث وأن الفرح بهذه المناسبة الغالية سيضيء سنا برقه من بطن السحب الملبدة بالأحزان التي ورثتها الأزمة السياسية. ولاشك أن جميع أبناء اليمن الميمون سيفرحون ويبتهجون بعيد الوحدة المباركة، ويجمعهم الفخر والاعتزاز، على الرغم من تعدد مشاربهم السياسية، واختلاف توجهاتهم الحزبية، لأن الوحدة وِحِدة شعب، وخيار أمة ومصلحة وطن وخيرها عام ونفسها شامل. ومع أن لكل مقام مقالاً، ولكل حدث حديثاً، فلا يمكن إطلاقاً أن تمنعنا الأزمة القائمة اليوم من الابتهاج بعيد وحدتنا المباركة، بل إننا سنتحدى الأزمة، ونتغلب على المحنة، ونعانق هذا اليوم المجيد، ونتغنى بوحدتنا المباركة، ونهزج بأناشيد التوحد والإخاء، ونطرب لسماع ألحان المودة والصفاء، وتطاول رؤوسنا الثريا، عزة وشموخاً وإباءً. ونبتهل إلى المولى جل جلاله بالدعاء ونسأله كما جمع شملنا في ذلك اليوم العظيم أن يجمع شملنا اليوم، ويوحد صفنا، ويلم شعثنا، ويفرج همنا، وينفس كربنا، ويزيل محنتنا، إنه أعظم مسئول وأكرم مأمول، وبه نصول ونجول !! وقفة قناة عدن الفضائية الرائدة والمتميزة تتحفنا هذه الأيام بمالذ وطاب من المواد النافعة، والبرامج الهادفة، واللقاءات المثمرة، والأناشيد الوطنية الجميلة والمؤثرة.. فللقائمين عليها والعاملين فيه جزيل الشكر وفائق الاحترام..