الإنسان العلمي، والباحث، والمحلل السياسي يجب أن يحترم نفسه، وألا يزج بنفسه في مواضيع ليس لها أي علاقة باختصاصه البتة، ولم يعايشها، ولم يتواجد في مواقع حدوثها، فتجده يتنبأ ، أو يتصور، أو يعتقد ، أو هو يرى وكل هذه لا تمت إلى العلمية بشيء بينما تجده يتحدث عن العلمية في نفس اللحظة مثل هؤلاء يطالعوننا في العديد من الفضائيات وهم يهرفون بمالا يعرفون وفي مواضيع هم أبعد ما يكونون عنها، وعن مواقع لم يزوروها ويعتبر مثل هذا عيباً كبيراً وغير مقبول من إنسان يصف نفسه ب«العلمي». فأن تجد إنساناً وُصف بالباحث والمحلل السياسي.. وهو يتحدث عن متفجرات ومقذوفات وطلقات نارية وقذائف مدفعية ويقيّم أن ماحدث هنا أو هناك ليس جراء مقذوف صاروخي، أو نتيجة لمقذوفات مدفعية ويتحدث ويشرح عن الدخول والخروج للمقذوف مع أنه لا يمتلك أي تخصص عسكري في هذا المجال وعليه فإن باحثاً ومحللاً سياسياً يقحم نفسه في تحليل نتائج قصف عسكري على موقع محدد كما حدث لمسجد النهدين في دار الرئاسة.. ويعتبر أن المهم هو أن يظهر أمام التلفزيون مثل هؤلاء يسيئون لأنفسهم، لأن المستمع والمشاهد لا يتقبل كلامهم وتحليلهم. على أي حال.. على كل شخص يُستضاف في برنامج تلفزيوني، أن يحرص على معرفة ماذا سيكون موضوع البرنامج ولا يقبل الاستضافة إلا إذا كانت في موضوع يتعلق باختصاصه وخبرته.. وإلا ليس عيباً أن يعتذر.