شاهدت الكثير من التحليلات السياسية عبر الفضائيات بشأن اليمن, غير أن تلك التحليلات لاتمت بصلة إلى الموضوعية والعلمية والحيادية, بل إن أكثرها إن لم تكن كلها في بعض المحطات مجافية للموضوعية ولاصلة لها بالحقيقة, والأكثر من ذلك أن المشاهد يشتم من تلك التحليلات رائحة نتنة فيها من سموم الحقد والكراهية مالايقبله رجل علم أكاديمي يتصف بالموضوعية والعقلانية والحيادية. فبعض المحللين الذين استقطبتهم بعض الفضائيات واعتنت بهم عناية وثيقة لاحباً في سواد عيونهم, ولكن حباً في حقدهم على اليمن حكومة وشعباً وأرضاً وسيادة لانسجام ذلك مع حقد تلك الفضائيات ويحقق أجندتها المعدة سلفاً للإساءة إلى اليمن, ولذلك فإن الموضوعية أبعد ماتكون عن تلك العناصر المنتقاة بعناية هدفها الأساس محاولة النيل من اليمن والتقليل من شأن قادته. ولذلك فإن المتابع الحصيف والأمين لايمكن أن تؤثر فيه تلك التأويلات والتنبؤات والتلفيقات , لأنه يدرك أن من يطلقون تلك المصطلحات لايعرفون المعاني اللغوية لها ناهيك عن معانيها الاصطلاحية, بل إن أولئك النفر يكشفون عن حقدهم منذ اللحظة الأولى لاستخدامهم لتلك المصطلحات ولا أبالغ أن المستمع البسيط يمكن أن يكتشف أن ذلك الكلام «التحليل» إنما يعبر عن حقد على اليمن وأهلها وبالتالي فإن المصداقية والموضوعية تسقط عن ذلك المتحدث, بل وتجر نفسها على الفضائية ذاتها فتخرج من دائرة المهنية إلى دائرة الانحياز وإعلان الكره والحقد على اليمن. إننا مع التحليلات المنطقية والموضوعية والحيادية التي تقدم تصوراً لمعالجة بعض الاختلالات التي لاننكرها بل وتسعى الحكومة بكل أجهزتها إلى معالجتها, أما الادعاء بأن الدولة اليمنية منهارة ومخفقة وغيرها من تلك المصطلحات فإن ذلك لايعبر عن الحرص على اليمن أو الاتجاه نحو مساعدته بقدر ماتحمل رسالة إلى المتلقي أن الذي يتبنى من يطرح هذا الطرح إنما هدفه الحقيقي النيل من سمعة اليمن، وقد تكون كلمة حق ولكن يراد بها باطل. ولذلك فإن على اليمنيين أن يعتزوا بأنفسهم ويثقوا بقدراتهم والمستقبل أمامهم ولن يندم إلا من ترك الفرصة لغيره, فاليمن بلد واعد وسيكون أفضل وضعاً والفقر ليس عيباً فلتتشابك الأيدي لإعمار اليمن بإذن الله.