يتحدث الكثيرون عن مهنية وحيادية وموضوعية الإعلام الخارجي، ومن خلال متابعاتي للقنوات الفضائية حاولت جاهداً أن أجد واحدة من مفردات تلك المصطلحات في بعض القضايا التي تخص اليمن؛ فلم أجد أياً من المصطلحات أو حتى مفرداتها. ودعوني أذكر على سبيل المثال موضوع التظاهر الذي جرى حول مقر صحيفة «الأيام» والذي كان من نتائجه استشهاد أحد أفراد الأمن برصاص من مقر الصحيفة. وعقب الحادث - كما هو شأن الفضائيات التهويل والتشويه - فإنها تناولت الخبر ببرود شديد، بل لم تشر إلى أن أحد أفراد الأمن قد سقط شهيداً، وأن مصدر نيران السلاح جاء من داخل مقر الصحيفة. وتصوروا عندما يكون المقتول من مثيري الشغب والفوضى كيف تتناوله تلك الفضائيات وبصورة تسيئ إلى رجال الأمن الذين هم الأشد حرصاً على أرواح الناس مهما كانوا. إن هذه المقاربة الموضوعية والحقيقية تبرهن أن بعض وسائل الإعلام تسيئ بالغ الإساءة إلى مفهوم الحرية والمهنية. وبل تتجنى على رجال الأمن، وترمي التهم جزافاً على الأمن حتى ولو كانت الصورة واضحة في وقوع ضحايا من أسلحة مثيري الشغب فإن بعض وسائل الإعلام لم نرها يوماً قالت الحقيقة. وما ذكرته من حادثة إلاَّ نقطة في بحر التهويل والزيف الذي تحاول تلك الوسائل الحاقدة النيل من سمعة اليمن. بل أقول دون مبالغة إن بعض هذه الوسائل الإعلامية تتعمد بث الحقد والكراهية من خلال ممارساتها العدوانية على سمعة اليمن. وقد أدرك اليمنيون مغزى تلك السموم التي تحاول بعض القنوات بثها ضد اليمن، وأقول إن هذا الأسلوب لا يمكن أن يُكسب تلك القنوات المزيد من المشاهدين؛ بل المزيد من الكراهية. إن أحد المواطنين البسطاء حدّثني بحرقة مما شاهده من تشويه لسمعة اليمن وإثارة الفتنة، وطرح عليَّ سؤالاً: لماذا مثل تلك القنوات تتعمد البحث عن المشاكل والمظاهرات وتسعى إلى نشرها في الظروف التي تكون اليمن في أمسّ الحاجة إلى وحدة الصف؟!. بل إنه أضاف: إن هذه الوسائل المأجورة تفتعل الأحداث وتتصل مع كل حاقد على اليمن ليبث سمومه عبر شاشاتها؟!. وقال المواطن البسيط: ولو لم تكن تلك القنوات مأجورة تخدم أعداء اليمن لما أظهرت أولئك الحاقدين، وكيف تصل إليهم؟. الأمر الذي جعلني أتساءل مع المواطن البسيط وأقول: أين الموضوعية والحيادية والمهنية؟!.