ليس من الموضوعية أن نقيَّم الأداء والقدرات لأية منشأة من خلال الاعتماد على الزوابع الإعلامية التي تثار هنا وهناك، إذ ان هذه الحملات الإعلامية بحاجة إلى إثبات لأن في أغلبها إثارة ليس إلا، لذلك فإن الاعتماد على تلك الإثارة المغرضة لا صلة له بالموضوعية والحيادية أو المهنية القائمة على الانصاف وإعطاء التقييم حقه من الاهتمام بهدف الوصول إلى النتائج المنصفة والعلمية. إن المشاهد على أرض الواقع يرى انعدام الامانة العلمية لدى كثير من الجهات الداخلية والخارجية التي تزعم أنها تقيم الأداء سواء في مجال حقوق الانسان أو الأداء الديمقراطي القائم على التعددية والحرية السياسية، فنجد تلك الجهات أو المنظمات تتعمد الإثارة والإساءة إلى اليمن ومؤسساتها الدستورية، وعندما تعلن تقارير تلك المنظمات تجد أنها حرفاً ونصاً من الصحف الصفراء القائمة على الإثارة ولاتجد معلومة ذات قيمة علمية مبنية على الإنصاف والحيادية وقول الحقيقة الأمر الذي يجعل هذه المنظمات والجهات فاقدة لمصداقيتها، بل وموضع شبهة ومحل تساؤل وعدم قبول لها لأنها تعتمد على عناصر حاقدة على اليمن الأرض والانسان والدولة ممايجعله يعكس حقده الشخصي على اليمن في مثل تلك التقارير. والأكثر من ذلك ان وسائل الاعلام الخارجية تتلقف تلك التقارير وتركز على الأكثر إثارة وتعمل على تضخيمه بصورة تدفع إلى الشك في ان المسألة لاتخلو من التنسيق بين وسائل الاعلام المأجورة والحاقدة التي تتعمد شن الحملات المسعورة ضد اليمن والمنظمات والجهات التي تزعم انها تهتم بالقضايا الانسانية بهدف إحداث الإساءة لليمن، ولأن مثل هذه الاساءات قد تمادى صانعوها وزاد تطاولهم على اليمن فإن من حق اليمن البحث عن آلية لإيقاف تلك الحملات المسعورة ضد مؤسساته الدستورية وسيادته الوطنية. إن القرارات الصادرة عن وزراء الاعلام العرب بشأن الوقوف إلى جانب اليمن لمواجهة الحملات الإعلامية التي تستهدف الإساءة والاضرار بالوحدة اليمنية وتشويه المؤسسات الدستورية والانتقاص من حق اليمن لم تأت من فراغ، بل جاءت بعد صبر ونفس طويلين على اولئك الذين استمرأوا شن الحملات الإعلامية ضد الوطن وجاء الوقت الذي تظهر فيه الحقيقة والعمل الجاد من اجل فضح الحاقدين وتآمراتهم على اليمن فهل تدرك الأدوات التي تنفذ الاجندة الخارجية بشأن الإساءة إلى اليمن أن الوطن أبقى من عبثها وأغلى من الدولارات وتعود إلى جادة الصواب وتبحث لها عن مصادر رزق أخرى؟ نأمل ذلك بإذن الله.