الحديث المنتقى غير الموضوعي لا يعبر عن الصدق بقدر ما يعبر عن النوايا غير السليمة للمصطلحات التي يسعى من لديه مرض على دسها أو وضعها في خطاب أو بيان ما, وعند القراءة العادية غير النقدية أو التحليلية سيجد القارئ الأمور طبيعية وليس في الأمر ما يعكر صفو الحياة السياسية أو الاجتماعية, ولكن عند التعمق في فهم المصطلحات المستخدمة سيتضح دون ريب ماذا يريد المصرون على تلك الكلمات أو المصطلحات, وإن لم يفهم البعض الآخر على الوجه الذي يريده صناع الفتن فإنهم سيبادرون إلى تفسيرها لما يحقق رغبتهم في إذكاء نار الفتنة, ونسف التاريخ والإنجازات. لقد لاحظ المواطن البسيط أن البعض من الذين لا يهمهم غير الخراب والدمار قد دأبوا خلال المرحلة الراهنة على الدفع القوي نحو تأزيم الحياة السياسية والاجتماعية وكلفوا أنفسهم بالبحث عن التفسيرات العدوانية التي تزرع الفتنة, والغريب في الأمر أنهم يأتون بتلك التفسيرات بالمديح لمن يراد انتقاد أو تفسير ما قاله, ليظهروا حسن النية والواقع أنها حالة من الحقد على الوطن فهم يظهرون الرحمة وباطنهم العذاب والجور وتأجيج الفتنة وإشاعة الكراهية والبغضاء. إن النية المبيتة للإساءة وصنع الفتنة لا يمكن أن يكتب لمن ينتهجها النجاح, لأن الحقد والكراهية التي تربى عليها من يسلكون هذا السلوك العدواني أو من استأجروا لقولها ظاهر في قولهم وفعلهم لأنهم يخونون القيم والمبادئ ويريدون تحقيق رغبات أعداء الدين والوطن والإنسانية الذين لا يريدون لليمن الأمن والاستقرار والوحدة. إن المرحلة الراهنة لا تحتاج إلى الكيد السياسي والنكاية بالوطن, بل تحتاج إلى الكلمة الوطنية والدينية والإنسانية التي تحقق الخير العام للناس كافة والكف عن التفسيرات المثيرة للفتن, ولذلك أجدد الدعوة لكل من في قلبه مرض أن يتذكر بأن الإيمان بالله رب العالمين والاعتماد عليه في القول والفعل هو أساس الحياة وما دون ذلك فإن الله سيبطله إنه على كل شيء قدير.