العالم الغربي بما فيهم الولاياتالمتحدة ينظرون إلى غيرهم من البشر نظرة دونية، أي نظرة فيها نوع من الاستكبار والتعالي فهم يشعرون بأنهم الأكثر قوة ومالاً وسلاحاً وتطوراً وهذه حقيقة لا جدال فيها ولكن دائماً ما يرفعون شعارات مثالية تتناقض مع سلوكياتهم وممارستهم التي يتعاملون بها مع غيرهم فالديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتغنون بها تمارس بالفعل في نطاق حدود بلدانهم وهي سلوك وممارسة فيهم ولا يستطيع أحد نكرانها ولكن خارج حدود بلدانهم يخضعونها لاعتبارات سياسية واقتصادية تخدم مصالحهم ومصالح حلفائهم على المدى القريب والبعيد ولا يهمهم أن تكون هذه الدولة أو تلك تمارس الديمقراطية وتحمي حقوق الإنسان طالما تدور في فلكهم ولا تخرج عن طوعهم فهم بذلك يتغاضون عن كل الأفعال المناسبة لما يرفعونه في حمايتهم ودفاعهم عن هذه المبادىء السامية التي تتطلع إلى تحقيقها كل شعوب العالم والمعطيات التي تعكسها سياسات الدول الغربية في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً منطقتنا العربية تؤكد حقيقة ما قلناه سلفاً من خلال السطور السابقة والدليل هو أن هناك شعباً عربياً اغتصبت حقوقه منذ ما يزيد عن ستين عاماً وكان الغرب هو من ساهم في اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني ممثلاً بدولة الانتداب البريطاني التي كانت لها اليد الطولى في دعم اليهود من خلال دعمهم بالمال والسلاح والذين تمكنوا من خلال ذلك من إلحاق الهزيمة بالعرب الذين كانوا اقل تسلحاً ومالاً ومنذ ذلك التاريخ وشعبنا العربي الفلسطيني يكافح ويقاتل ويقدم قوافل من الشهداء من أجل استرداد أرضه المغتصبة إلا أن الدعم الغربي لإسرائيل المزروعة في قلب الوطن العربي لم تمكنه حتى اللحظة من استرداد الحقوق والأدهى والأمر من كل ذلك هو أن الغرب بدوله ومنظماته الحقوقية والإنسانية ملأ الدنيا ضجيجاً عن الجندي الإسرائيلي الأسير مع حركة حماس وفي الوقت ذاته يغض الطرف عن أحد عشر ألف سجين يقبعون في الزنازين الإسرائيلية بالإضافة لكل ذلك فهم يعلنون الرضا لما تمارسه إسرائيل من قتل وتدمير وجرف للأرض وتهجير للسكان تحت مبرر ما يصفونه دفاعاً عن النفس لذا أقول: أي ديمقراطية يرفعونها وأي حقوق إنسان يدافعون عنها فهل الطفل الفلسطيني والشيخ والمرأة في مفهومهم خارج نطاق هذه الحقوق لأنهم عرب وأصبحت مكفولة ومصانة للإسرائيلي ولذا فإننا حتى اللحظة لا ندري ما هو مفهوم الديمقراطية وحقوق الإنسان في نظر الغرب وهل الديمقراطية وحقوق الإنسان قضايا تتجزأ؟.