خمسة أشهر مضت على بدء الأزمة السياسية العصيبة التي يشهدها الوطن والتي تطورت تداعياتها بشكل مؤسف حتى وصل الحال إلى ما هو عليه اليوم حيث أفرزت الأزمة السياسية أزمات عدة شملت كافة مناحي الحياة وأثرت بشكل مباشر على الحياة المعيشية لكافة أبناء الشعب اليمني فتوقفت الأعمال وعجز عمال الأجر اليومي من الحصول على فرصة عمل يكسبون منها ما يمكنهم من توفير أبسط المتطلبات الضرورية وهي لقمة العيش وتسببت أزمة المشتقات النفطية في ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية جراء ارتفاع سعر النقليات، ضف إلى ذلك الانقطاعات الكهربائية وهذا هو ما هدفت إليه خطة أحزاب اللقاء المشترك في تعطيل الحياة العامة كعقوبة جماعية لأبناء الشعب اليمني بسبب عدم استجابتهم لدعوات العصيان المدني وتأييدهم للمشروع الانقلابي على الديمقراطية والشرعية الدستورية ولذلك عمدت أحزاب المشترك إلى دفع عناصرها التخريبية للقيام بتنفيذ المخطط التخريبي والمتمثل بتفجير أنبوب ضخ النفط والاعتداء على المنشآت الحيوية النفطية والغازية ومحطات الكهرباء وخطوط النقل والأبراج والتقطع لناقلات المشتقات النفطية لمنع وصولها إلى أمانة العاصمة والمحافظات وكذا الاعتداء على المواطنين ورجال الأمن والجيش واقتحام المقار الحكومية وممارسة النهب والسلب وإقلاق السكينة العامة. في جلسة مقيل جمعتني بعدد من المنتمين لأحزاب الإصلاح والاشتراكي والوحدوي والناصري والمؤتمر الشعبي العام كانت الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد وما نتج عنها من أزمات هي محور حديث جلسة المقيل وحاولت جهدي أن أقنع المنتمين لأحزاب المشترك أننا جميعاً مع التغيير ولكن عبر الطرق الشرعية والدستورية وليس عبر الانقلاب والفوضى والتخريب وتعطيل الحياة العامة ومعاقبة أبناء الشعب اليمني بصورة جماعية وأن الحل الأسلم والأنجع للخروج بسلام من هذه الأزمة هو جلوس جميع الأطراف سلطة ومعارضة ومستقلين وشباباً على طاولة الحوار لمناقشة كافة القضايا التي تهم الوطن والشعب بشفافية تامة وبرعاية إقليمية وحتى عالمية ويتم الخروج بوثيقة وطنية تحدد معالم الطريق للتغيير المنشود والمستقبل الأفضل لتجنيب الوطن وأبنائه مغبة الانزلاق نحو نفق مظلم وفتنة تحرق الأخضر واليابس فكان ردهم أنه لا حوار ولا تفاهم بسقوط النظام كاملاً مهما كلف الثمن وعلى أبناء الشعب اليمني أن يدفعوا ثمن عدم التفافهم حول ما يسمونها ب (الثورة الشبابية الشعبية) فقلت لهم: أن المعانات التي سببتها الأزمات التي تسببتم فيها عمت الجميع دون استثناء مؤيدين ومعارضين.. فكان ردهم: كل ثورة لا بد لها من ثمن؟!