مهداة إلى ملك المحبة الرائد الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين عندك وفي رحابك تكبر شجرة المحبة والسلام بوركت بها الملك الرائد. بورك مسراك إلى قلب كل يماني شريف وكل عربي على امتداد خارطة الوطن العربي الكبير وخارطة الإنسانية في كل العالم المترامي. بوركت وبورك إخوانك وأبناؤك وشعبك الكريم . الذي ماغادرته النخوة والشهامة والكرم في كل قرية ودار على امتداد مساحة الزمان بورك بلدكم الطاهر الذي حمل لواء الإسلام .. وانضوى تحته كل خيري الدنيا . أيها الملك . لقد حفرت في قلوبنا صورة عز لا تذل ، وصورة جمال لا يتوارى ومجد لا يأفل . ولا تعريه تصاريف الأزمنة الأثيرية ولا يجمده صقيع جبال الألب.. مجد يسمو في الأعالي. وينتشر مثل سحابة ماطرة لا تعرف القبض ولا الجفاف . كنت أيها الملك مثل كنز وافر كان مدفوناً في نظر البعض من إخوتكم وأبنائكم في ديار العرب . لكن هذا الكنز أبى إلا أن يمد خيره لكل المعمورة: فأمدها بينابيع من العطاء الدفاق بحيث تجاوز التخوم والآفاق . وارتفعت منارته في أعالي الذرى . وفي أعماق خلايا النفوس الشفافة . فسلام عليك. من أهلك في كل اليمن . كل الذين أحبوك حيث كنت الأخ الشقيق. والصديق الذي لم يخذل أخاه وصديقه عند المحن والشدائد. ياسيدي بلادك اليمن نبع العرب قاطبة وسيف العرب الذي لم يخبأ إذا جن ليل أو أبكر نهاره ، لا تضيع عندهم الودائع ولا ينكرون معروفاً أسدى إليهم من أي من البشر . ناهيك أن يكون هذا الصنيع أو المعروف من أخ ربطتنا به وشائج قربى وعلاقة جوار وتاريخ مشترك . ياسيدي الملك : هذا قلمي يتحرك بلهجة الثناء مستنطقاً خفايا وظاهر النفس ويبوح بما لديها ومالدى كل الأهل والأصحاب في كل ديار السعيدة اليمن الميمون . وما كان لي أن اكتم ثناء ستبوح به كل الصوامت والنواطق . شاءت أم أبت . أيها الملك، لقد ضمدت جراحاتنا قبل أن تضمد جراح قائد ركب مساراتنا علي عبدالله صالح وأصحابه كبار رجالات الدولة . حماهم الله وحفظهم . كنت بأخلاقك وكرمك بلسم النفوس الذي وصل شعاع ضوء ماترك ثغراً ولا زاوية إلا دخلها قبل أن تضمد جراحات الأجساد التي سببها دعاة الفتنة وأنصار الظلام الذين خلت ضمائرهم من كل ماله علاقة بطهر النفوس وجمال التعامل في زمن نشر البسط في كل الأرجاء داخل بلد اختار الطريق السهل لتداول سلمي للسلطة ، لكنهم اختاروا الطريق الصعب المحفوف بالأشلاء والدماء وأرادوا أن يعبروا جسر الحاضر إلى غايتهم على جسر من أجساد الأبرياء . كما حدث في جامع النهدين في قصر الرئاسة ويحدث على امتداد الساحة اليمنية التي تعج بحماقات الذين لا ينظرون إلى أبعد من أنوفهم ولم يستشعروا مسئولياتهم أمام كل الناس . ختاماً أيها الملك : لقد سجلت كما هي عادة الأسر الكريمة- آل سعود – تاريخاً جميلاً مضافاً إلى تاريخ قديم وتواصلاً رائعاً مابين الأزمنة المليئة بالصدق والمحبة والوفاء فلتدم منارة عز لا تنحني أمام العواصف والأعاصير وداراً لكل العرب وأهل الإسلام وللإنسانية صاحب خير متصل وإن جفت ينابيع الخير في الأزمنة العجفاء في أصقاع الأرض.