نعم هاهم أبناء الحالمة تعز اليوم يعكسون الوجه الحقيقي لأبناء هذه المحافظة التي كانت ولا زالت وستظل القلب النابض واليد البيضاء الطاهرة التي لا ولن تنجر وراء صناع الأزمات ممن لا هم لهم سوى المضي في إذكاء نار الفتن، فخروج أبناء تعز ببيان 10 يوليو 2011م يؤكد حقيقة أن هذه المحافظة برجالاتها وعقلائها ومشائخها وعلمائها ومثقفيها وفي طليعتهم الأخ/ الأستاذ حمود خالد الصوفي وأبنائها الأوفياء ستظل السباقة لكل المبادرات الخيرة التي من شأنها أن تخرج بالوطن إلى بر الأمان وتؤكد أنها ستقف أمام منطق العقل إزاء كل القضايا الوطنية، فأبناء هذه المحافظة وهم يجدون ما وصلت إليه الأوضاع في ظل الأزمة الراهنة والتي انعكست سلباً على حياة المواطن تضيف إلى معاناته معاناة جديدة وتقف عائقاً أمام تحقيق كل الطموحات والتطلعات لأبناء هذه المحافظة وجدوا أنفسهم مطالبين أكثر من أي وقت مضى بالوقوف صفاً واحداً أمام الهجمة الشرسة التي يتعرض لها وطننا الحبيب من قبل بعض الموتورين من أعداء الوطن ليجسدون بصورة واضحة المعالم بأنهم أبناء يمن الحكمة والإيمان بوقوفهم الصامد أمام تلك التحديات التي تمر بها البلاد وخصوصاً ونحن على أبواب الشهر الكريم مستعرضين تداعيات ما يجري بروح المسئولية الوطنية والتاريخية ليخرجوا بذلك البيان التاريخي الذي يضع النقاط على الحروف مؤكدين تأييدهم المطلق للدعوة التي أطلقها فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح من مشفاه في السعودية “للحوار” الجاد والمسئول والبناء لاسيما وأن التاريخ قد اثبت أن غالبية المشاكل والخلافات لا يمكن حلها إلا عن طريق الجلوس على طاولة الحوار لمناقشة مجمل المشاكل العالقة هذا وقد نبذ أبناء محافظة تعز تلك المظاهر المسلحة التي أساءت إلى خصوصية هذه المحافظة المسالمة التي عُرف عنها أنها العاصمة الثقافية الرافضة تماماً أشكال العنف والفوضى والتخريب والنهب والسلب والتقطع ورفع السلاح في وجه الدولة والقتل والتنكيل والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والاختطافات والترهيب وإقلاق السكينة العامة بعد أن أصبح المواطنون في هذه المحافظة ينامون على أزيز الرصاص ويصبحون عليها بعد تلك السكينة التي كنا نعيشها قبيل افتعال هذه الأزمة وقد أدان أبناء هذه المحافظة كل أشكال القتل لأبناء القوات المسلحة والأمن و المواطنين أيضاً وإحراق السيارات العسكرية والنهب والاستيلاء عليها فقد جاء حقيقة بيان أبناء محافظة تعز بما يضمد الجراح ويرأب الصدع بإعلان ذلك الموفق الرافض لكل أشكال العنف الممنهج الذي لا يخدم سوى أجندة من يديرون عجلة تلك الأزمة إلا أن البيان وفي هذه المرحلة بالذات يكتسب خصوصية أخرى بأن أبناء تعز وإن انجرف البعض منهم في يوم ما وراء بعض أولئك المزايدين إلا أن منهجهم وثقافتهم وخصوصياتهم ووعيهم تجعلهم سرعان ما يعودون إلى إطارهم عندما يجدون أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة وأنهم ليسوا إلا مطايا لأجندة تتمترس خلفهم ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب وسرعان ما يعودون إلى جادة الصواب فيرصون الصفوف ويعيدون ترتيب الأوراق وقراءتها قراءة متأنية يكون نتاجها موقفاً وطنياً صادقاً في وجه كل من أراد استغلالهم، فحقيقة أن البيان الذي خرج به أبناء محافظة تعز هو بداية جديدة ترسم ملامح الآتي ليدرك المزايدون أن أبناء تعز لم يعودوا أولئك الذين توهم الواهمون إمكانية استغلالهم لتنفيذ مخططاتهم التي لا ولم ولن تكون يوماً ما مقبولة لدى أبناء هذه المحافظة. فتحية إجلال وإكبار لأبناء تعز وبيانهم الشجاع الذي أعاد لنا الاعتبار في وقت كنا فيه قد وصلنا إلى مرحلة إحباط وذلك عندما يفقد المثقف خصوصياته ووعيه وينجر وراء شعارات براقة.