عمدت الوسائل الإعلامية المحسوبة على التحالف القبلي العسكري الديني إلى خلط الأوراق وتضليل الرأي العام حول كل القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية وسعت عبر آلة إعلامية محترفة بدأت منذ العام 2009م إلى استهداف المؤسسات الاقتصادية والعسكرية المشهود لها بالكفاءة والنجاح بهدف إضعاف دورها ليتسنى لها الانقضاض على الحكم بعد أن عجزت بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة عن الوصول إلى السلطة وهو ما عبر عنه الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني وهو يمنح براءة اختراع للشباب في ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء حين قال: لقد جربنا كل الوسائل ولم نتمكن من إسقاط النظام، جربنا الأمن، جربنا الجيش، جربنا ... إلخ”. كل الدلائل والشواهد تؤكد أن جزءاً من هذا التحالف وخلال الأعوام السابقة لعب دوراً أساسياً في إضعاف الاقتصاد الوطني عبر رعايته لأعمال التهريب سواء تهريب المشتقات النفطية من اليمن إلى دول القرن الأفريقي أو بيعها في عرض البحر كما عمد إلى فتح منافذ على السواحل الغربية لتهريب السلع والبضائع والأسلحة إلى داخل اليمن وحرمان الاقتصاد الوطني من عوائد الجمارك والضرائب المقررة عليها وليس أدل على ذلك من ازدهار التهريب في السواحل الغربية ومحدوديته في السواحل الجنوبية والشرقية لليمن. بالعودة إلى ثورة 26 سبتمبر 1962م فإن هذا التحالف هو المسئول عن إضعاف الثورة وإطالة أمد الحرب بين الجمهورية وفلول الإمامة في محاولة منها لإضعاف القوى الحداثية التي فجرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وسعت لإعادة ترتيب تموضعها للتمكن من السيطرة على الحكم وهو ما تحقق لها بعد إقصاء الرئيس السلال من خلال حركة 5 نوفمبر 1967م إلا أنها وانسجاماً مع طبيعتها الإقصائية اتجهت إلى تصفية حلفائها في أحداث أغسطس 1968م لتتمكن بعدها من إدارة اللعبة السياسية وتتحكم بإدارة الدولة والاقتصاد حتى أوصلوا البلد إلى حافة الانهيار العام 1974م قبل حركة 13 يونيو التصحيحية وهذا التحالف هو من يقود اليوم حملة إجهاض التحول الديمقراطي الذي كان سيمكن الشعب من الخروج من عباءة هذا التحالف بل انه يكرر المشهد نفسه في صورة مكررة ل 5 نوفمبر واستخدامه لبعض القوى الوطنية في هذه المرحلة لينقض عليها لاحقاً. لا يمكن لأي محلل سياسي تجاهل ما يحدث في أرحب والجوف ونهم وأبين أو في تعز مؤخراً واستبعاد هذه الأحداث عن سياق هذا التحالف ومخططاته القديمة الجديدة ومحاولته المستميتة في الإبقاء على مركز القوة بيده ففي الوقت الذي كانت فيه قوات الحرس الجمهوري تسير بخطى ثابتة لتأسيس قوات عسكرية وطنية محترفة تعتمد العلم والإدارة العسكرية الحديثة أساساً في تكوينها المعرفي والتدريبي لمنتسبيه كانت أطراف من هذا التحالف تعمل على تدريب ميليشيات مسلحة في مناطق تواجد هذه القوات وتهيئتها للمواجهة لحظة اتخاذ القرار كما نشاهد اليوم في أبين وأرحب ونهم أما تعز وإن كنا نتفق على أن اقتحام ساحة الاعتصام كان خطأً أمنياً وسياسياً لكننا عندما نبحث عن الأسباب سنكتشف أن مخطط جر تعز إلى هذا المربع كان ضمن أجندة هذا التحالف وما كان عليها إلا توفير الذرائع لاقتحام الساحة وإلا لماذا لم تنجر عدن إلى هذا المربع وقد تم اقتحام ساحة الاعتصام بالمنصورة؟!. المتابع للمشهد التعزي يجد أن إخراج تعز من مدنيتها وسلميتها التي شهدتها خلال الأشهر السابقة لعملية الاقتحام كان مخططاً معداً سلفاً رغم الجهود التي بذلها الكثير من العقلاء في الساحة في محاولة منهم لعدم الانجرار إلى هذا المربع ومازالت قوى هذا التحالف تقف اليوم أمام تنفيذ اتفاقية التهدئة في محاولة مستميتة لتنفيذ خططها كما هو جارٍ اليوم في افتعال تكتلات وملتقيات مناطقية تجاوزها المنطق والجغرافيا والسياسة والعلم فلا معنى لتكتل مناطقي لمجابهة تكتل آخر إلا إذا كانت الحسابات السياسية والأمنية قد سلمت بموجة قادمة من العنف والاضطرابات مخطط لها سلفاً.