مضى شهر على بدء العام الدراسي الجديد، انتظم فيه الطلاب والتزمت به الإدارات المدرسية والمدرسون، واستفادت منه قيادات وزارة التربية والتعليم التي لازالت تقوم بجولات تفقدية للاطلاع على سير العملية التعليمية بالمديريات والمحافظات.. بعض الخبثاء يعلقون على تلك الجولات التفقدية أنها ليست لوجه الله بل يترتب عليها استلام بدل سفر ونثريات ونفقات إضافية وأجور مواصلات وضيافات ومرافقين في اعتمادات حملة العودة إلى المدرسة، اللهم لاحسد.. قد نجد مبرراً لتلك الجولات التفقدية التي تقوم بها قيادات الوزارة، لكن يبدو أن تلك القيادات تناست أن هناك طلاباً أدوا امتحانات الثانوية العامة قبل أربعة أشهر وينتظرون إعلان النتيجة ليطمئنوا على مستقبلهم وبما يمكن الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح الانتظام في الدراسة من جديد وإعادة العام الدراسي. وبالمناسبة كان معالي وزير التربية قد صرح أثناء إعلان نتيجة الشهادة الأساسية قبل أكثر من شهر أن نتائج الثانوية ستعلن في القريب العاجل.. لكن هذا القريب العاجل يبدو أنه تحول إلى أجل غير مسمى، وأولياء أمور الطلاب قلقون ويحملون قيادة الوزارة مسئولية ضياع مستقبل أبنائهم، لاسيما وأنه لايوجد مبرر مقبول لتأخير إعلان النتائج, حيث بدأ العام الدراسي في موعده المحدد، وجرت الامتحانات وفقاً للتقويم الدراسي الذي أقرته الوزارة، وجرت العادة أن يتزامن بدء العام الدراسي مع إعلان النتائج إلا هذا العام الذي دعممت فيه قيادة الوزارة.. وكأن الأمر لايعنيها، حيث لم تكلف نفسها توضيح أسباب عدم إعلان النتيجة حتى اليوم. هل يعلم وزير التربية أن كثيرين يتداولون شائعة مفادها أن نتيجة الثانوية قد تعرضت لقرصنة, حيث قام مجهول قبل ساعات من إعلانها في وقت سابق باختراق شفرة الكنترول وعمل على العبث بالنتيجة زيادة ونقصاناً في المعدلات، إذا كان ذلك صحيحاً فوالله إنها لكارثة تتحمل قيادة الوزارة مسئولية ماسيترتب عليه من ضياع لمستقبل الطلاب.. لذلك على قيادة الوزارة أن تدحض تلك الإشاعة من خلال الإسراع في إعلان النتيجة، ليتسنى للناجحين ترتيب مستقبلهم والراسبين العودة إلى مقاعدهم الدراسية.. أما استمرار سياسة الدعممة فذلك مالانرضاه. وبالمناسبة لازالت عديد من المدارس لم يصلها المنهج الدراسي الذي وصل إلى رصيف شوارع المدن ويتم بيعه بأسعار مرتفعة قبل أن يحصل عليه الطلاب، وهي مشكلة تتكرر مع بدء كل عام دراسي وكل عام تقول الوزارة إنها ستعمل على تلافي مشكلة تسرب المنهج الدراسي وبيعه في الأسواق وضبط من يقومون بتسريبه.. إلا أن ذلك لم يحصل، والدليل مانشاهده في رصيف شارع التحرير من عرض للمنهج الدراسي لكل المراحل التعليمية، فيما هو منعدم في كثير من المدارس.