تحول الغلو والتطرف في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية والعربية من كونه انحرافاً فردياً محدوداً إلى مشكلة على هيئة ظاهرة فكرية والغلو خلل في التفكير والمنهج وهو علامة من علامات الاضطراب والقلق وعدم الاستقرار ويدفع المرء إلى أحد طرفي الانحراف والإفراط والتفريط. إننا أمام ظاهرتين جديرتين بالدراسة والاهتمام..فالغلو يصل بالمجتمع إلى الاضطراب والاحتراب الداخلي ويفسد الأمن والطمأنينة ويغرق المجتمع في العنف والاستهانة بأمر الدماء والموت والعبث والتخريب فقد أصبح هذا النوع من الغلو مطية لإشعال الفتن والفوضى إضافة إلى ظاهرة الأهواء فكلا الظاهرتين تدفعان باتجاه الأخرى والحل الذي بقي مجتمعنا العربي والإسلامي من جميع ألوان الغلو والتطرف والبعد عن جادة الصواب والصراط المستقيم هو إبراز المنهج الوسطي المعتدل العاصم بإذن الله تعالى من طرفي الانحراف والضلال ومعيار الوسطية الالتزام بهدايات القرآن الكريم والسنة والهدى والاهتداء بهدي سلف الأمة من الصحابة والمرسلين رضي الله عنهم والتابعين بإحسان من الأمة والعلماء. وتربية الشباب والطلاب والطالبات على الوسطية وتحصينهم من تيارات الغلو من الأولويات التي ينبغي ان تتمحور عليها جميع الجهود فسلامة المجتمع ونهضته في استقامة الفكر وسلامة المنهج قال الله في كتابه العزيز في سورة الأنعام «وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله» الأنعام الآية 153 ومن أخطر الوقوع في مستنقع التبعية ذهابهم يروجون للفكر الغربي وثقافته وباسم التحضر والتسامح والانفتاح والأهم من كل ذلك هو ان يتحصن الشباب والطلاب والمرأة من هذيان الغلو والتطرف والاتجاه نحو الفهم الفكري والقرآني لإبراز مؤلفات الاعتدال والوسطية وتعميق حب الشباب والناشئة للولاء والاهتداء بهدي الأمة والصحابة والتابعين إلى يوم الدين.