حتى نصدّق أن الإخوة في السلطة والمعارضة قد اتفقوا فعلاً وأن توقيع مبادرة الخليج وآليتها التنفيذية ستكون فاتحة خير على الشعب اليمني وستنتهي وإلى الأبد معاناة أشهرٍ عجاف..وأقترح أن يعقد الجميع ويجتمعوا في جمعة واحدة يُتفق على تسميتها جمعة «خلاص اتفقنا» حتى ولو كان اتفاقهم علينا وعلى مصالحهم، لا يهم المهم أن يجنبونا شرهم وشر خلافاتهم.. نعم.. لابد أن يتوج اتفاق تقاسم السلطة بين السلطة والمعارضة باتفاق ينهي الوضع المتوتر والصدام المسلح المستمر بين الجيش والمليشيات المسلحة للمشترك، وينهي معه تلك الحملات الإعلامية التي مازالت مستمرة، والأهم أن يجتمعوا على صعيد واحد وفي جمعة واحدة حتى ولو لم تنص مبادرة الخليج وآليتها التنفيذية على ذلك. لا أريد أن أتشاءم وأقول إن المواطن هو من يدفع ثمن اختلاف السلطة والمعارضة من أمنه واستقراره ولقمة عيشه ولا يستفيد أبداً من أي اتفاق، فهو خسران في جميع الأحوال على أمل أن يكون هذا الاتفاق في صالح المواطن هذه المرة ويثبت الجميع أن مصلحة المواطن والوطن هي الدافع الأول والأخير وراء هذا الاتفاق وليس هناك أية مصالح حزبية أو شخصية تحصل عليها الأطراف الموقعة ومن كانوا سبباً في هذه الأزمة. نعم أيها السادة نريد أن نصدق ونلمس أنكم اتفقتم من أجلنا وليس علينا ولن نصدق ذلك حتى نرى رأي العين حين تنقشع هذه الغمة وتزول بؤر التوتر، ونرى شوارعنا وقد خلت من المتارس والمسلحين المدججين بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي تثير الرعب في نفوسنا وتذكرنا بمأساة الشعب الأفغاني المستمرة منذ عقود. نعم أيها السادة لا يعنينا أبداً أنكم وقّعتم وتقاسمتم السلطة والحقائب الوزارية فيما بينكم بقدر ما يعنينا تطبيق واقعي وسريع لما تم التوقيع عليه حتى يتوقف نزيف الدم اليمني وتعود الحياة إلى ما كانت عليه قبل الأزمة. ولايعنيا أن يكون رئيس الوزراء من المؤتمر أو من المشترك بقدر ما يعنينا أن هذا الرجل الذي أنيط به تحمل مسئوليات إدارة شئون البلاد في هذه المرحلة الخطيرة قادر هو وأعضاء حكومته على تحمّل المسئولية بكل صدق وأمانة واقتدار، وأن يكونوا حريصين على أمن الوطن والمواطن وحريصين على إخراج اليمن من دوامة هذه الأزمة الخانقة التي أكلت الأخضر واليابس وتنذر بما هو أسوأ في حال استمرارها. نعم لايهمنا أنكم وقّعتم بقدر ما يهمنا أنكم حريصون كل الحرص على تنفيذ الاتفاق الذي وقّعتم عليه بعيداً عن أية حسابات أخرى رغم أن واقع الحال يحكي أن خلافاتكم وإصراركم على المضي قدماً في تصعيد الأزمة والاتجاه نحو حرب أهلية قد طغى على مداد أقلامكم الموقعة على الحل السلمي.. وأن أصوات أزيز الرصاص والقذائف هو أصدق أنباء من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. ومن هم في محافظة تعز يعرفون جيداً إلى أين أنتم سائرون بنا وبوطننا حتى ولو اتفقتم.