اتمنى لو تتخذ الحكومة الوفاقية قرارات بفتح باب التعليم المهني والفني أمام جميع المواطنين وأن تعلن ذلك على الملأ باعتبار هذا النوع من التعليم والتدريب المهني أصبح ضرورة ملحة من ضرورات الحياة العصرية الجديدة ونذكر الجميع بأن هذا التعليم كان الأساس في نهضة أوروبا وآسيا وأن اليابانيين أدركوا هذه الحقيقة منذ أكثر من قرنين فأتقنوا العملية وتفوقوا على بعض دول أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى والثانية. فقد صنعوا الطائرات الحربية وحاملات الطائرات ووقفوا بمفردهم في بعض مراحل الحرب العالمية الثانية بوجه الحلفاء الذين تمثلوا في البريطانيين والفرنسيين والأمريكيين وقبل أن تساندهم ألمانيا النازية وايطاليا الفاشية التي دخلت الحرب باسم دول المحور ومعها بعض الدول في أوروبا التي احتواها الاتحاد السوفيتي مثل بولندا أو رومانيا وتركيا ومن بعد ذلك ألمانيا الشرقية الشيوعية. وتمكن اليابانيون من إعادة إعمار بلادهم التي أصيبت بدمار شبه كامل بفعل القوة التحالفية الضاربة التي كان أهم سلاح فيها هي القنابل الذرية التي ضربت مدينتي هيروشيما وناجازاكي ورغم الدعاية الواسعة التي شنتها وسائل الإعلام الغربية والأمريكية ضد الصناعة اليابانية التي اكتسحت أسواق العالم برخصها وجودتها ووفرتها ولاسيما في أسواق الدول النامية والعربية على وجه التحديد. نحن في اليمن ومنذ فترة عانينا ونعاني من قلة الأيادي الفنية المهنية المتعلمة بالمدارس والمعاهد والجامعات لانصراف الشباب عن دراستها وتحولهم إلى التعليم الأدبي والتجاري الذي وجد فيه الكثير من الشباب ضمانتهم في كسب المال وامتهان الفساد كالرشوة والغش في جلسات المحاكم وفي الأحكام إلى درجة أن بعض القضاة مارسوا التزوير والتزييف والنصب بقدر ما يدفعه لهم هذا الطرف أو ذاك من أطراف النزاع حتى اهتزت ثقة عامة الناس بهم وبأمانتهم وضمائرهم إلا ماندر منهم. إننا إذا وجدنا أبواب المعاهد والمدارس المهنية والفنية مفتوحة فلايمكن لأي إنسان يعاني من تعسف وجهل من يمتهنون إصلاح الأجهزة الكهربائية والالكترونية والسيارات بأنواعها والتمديدات الكهربائية والصحية في المنشآت الخاصة والعامة قيد البناء فعلى الأقل يستطيع الفرد من كل أسرة تعلم هذه المهنة بالإضافة إلى النجارة والحدادة واقتناء الأدوات البسيطة والأساسية التي يعمل بها لنفسه ولأهله بل ولمن يستحق من جيرانه فيكفي نفسه وأسرته وأصدقاءه ويكفي الجميع تعنتاً وجشعاً ممن يسمون أنفسهم مهندسين..!