تنفس المواطن الصعداء حين تم تشكيل حكومة الوفاق مصدر الإحساس بالاطمئنان هو الأمل المنعقد على هذه الحكومة في منع سفينة الوطن من الغرق ومحاولة لتهدئة الأوضاع وإطفاء نار الفتنة التي أشعلها البعض.. والتي جعلت الوطن ينزف دماً ويخلف جراحاً وآلاماً وضحايا ودمارا. المنتظر من وزراء حكومة الوفاق أن يدركوا أهمية المسئولية التي ألقيت على عواتقهم وأن يكونوا عند مستوى المسئولية الوطنية، بحيث يجب أن يكون حزبهم الأول والأخير هو الوطن، واليمن يجب أن تكون أولاً وأخيراً في أولوياتهم؛ لأنهم حكومة وفاق الغاية من تشكيلها تقريب وجهات النظر ورأب الصدع وتهدئة النفوس ومعالجة الخلل وإعادة الخدمات المنقطعة بسبب التخريب والتدمير خلال الشهور الماضية فيجب أن يحذر الوزراء أن يكون هدفهم فقط نشر الغسيل لمن سبقهم أو إضفاء مكاسب حزبية ضيقة أو حتى إظهار فشل الطرف الآخر؛ لأن هذا الهدف لن يخرج اليمن من أزمتها، بل سيزيد الطين بلة.. عليهم أن يعملوا على وضع البصمات التي يكون هدفها إخراج الوطن والمواطنين من المعاناة وأن يثبتوا للعالم أجمع أنه مازال فينا من يستحق بجدارة الانتماء لهذا الوطن وكان من اللافت جداً والمميز بحق هو تلك الحفلات التكريمية للوزراء السابقين واستقبال الوزراء الجدد ما يعكس بحق صفاء نفوس اليمنيين وسرعة انضوائهم تحت لواء الصفاء والتسامح. مازلنا ندعو ونتمنى لهذه الحكومة التوفيق، ولكن يجب أن نذكّر بكلمة فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح وهي «حُسن النوايا».. نعم المهم إخلاص النية لإخراج الوطن من هذه الأزمة؛ لأن الجميع يجب أن يدرك أن اليمن أغلى وأعظم من أية مكاسب شخصية. وعليه تقتضي مسئولية كل وزير أن يمثل اليمن فقط لا أن يمثل حزباً ما وينسى الغالبية العظمى من أبناء الشعب؛ لأن هناك قرارات اتخذت من بعض الوزراء دلت دلالة واضحة على بعد المهنية عن الواقع العملي وعلى سبيل المثال: قرار وزير التربية إعادة جميع المنقطعين مع صرف مرتباتهم دليل على أن الوزير أراد أن يحقق مكسباً حزبياً فقط وتناسى مسئوليته كوزير للتربية التي تحتم عليه إدراك أهمية العمل الوظيفي وسلامة سير العملية التعليمية.. وأحب أن أسأل وزير التربية: إذا كنت قد عوّضت المعلمين المنقطعين عن مرتباتهم للسنة الماضية وتغاضيت عن انقطاعهم عن عملهم من يعوض الطلاب دروساً مرت عليهم وعاماً دراسياً تم اختصاره؟ نعود ونؤكد أن السفينة يجب أن تصل إلى شاطئ الأمان ولكن على النية أن تكون حسنة ومخلصة للوطن أولاً وأخيراً. وعليه وبما أن فخامة الرئيس قدم كثيراً من التنازلات لأجل الوطن وأمنه وليس لأجل أي شيء آخر، فعلى الطرف الآخر إظهار قليل من الحكمة والصراحة في التعاطي مع المبادرة الخليجية، فحتى الآن ليس من المنطقي التصعيد الذي يحدث في الساحات والشوارع وفي بعض الوسائل الإعلامية وغير مقبول أيضاً أن يلتزم طرف بالمبادرة ويخل الطرف الآخر بها. نحتاج إلى التزام وتهدئة وإعطاء الفرصة لحكومة الوفاق أن تنجح في عملها، يجب على رئيس الوزراء أن يحدد موقفه كرئيس حكومة وفاق مما يحدث في الشارع فليس أغرب مما يحدث.. ينالون نصف الحكومة استناداً إلى المبادرة الخليجية المزمنة ومازال التصعيد جارياً وبمباركتهم.. نحن كشعب ارتضينا ما ارتضاه فخامة الرئيس في القبول بالمبادرة، لكننا نؤكد أن هناك من يسعى لتدمير بنود الاتفاق وتقويض أعمال الحكومة الوفاقية وهم أولئك الذين خرجوا «من المولد بلا حمص»!!