قد يكون ما سيرد في هذا المقال محل استغراب عددٍ من المتابعين لحساسية الحديث عن تمدد الأفكار ومحاولة خلق صراع فكري ومذهبي، وفي مناطق آمنة ولم يسبق لها أن شهدت مثل هذا الصدام أو الصراع الطائفي، الذي تحاول بعض العناصر الحوثية اختلاقه وفي مناطق بعيدة جداً عن مركزها صعدة، كمنطقة استحوذ عليها هذا التيار وحولها إلى إمارة حوثية خالصة، فقبل ما يزيد عن 50 عاماً حدث أحد القدامى، وقد انتقل إلى رحمة الله تعالى، حيث قال في فترة من فترات حكم الإمام أحمد حميد الدين بعث عامل مديرية مقبنة برسالة عبر الجند إلى قرى المديرية يطالبهم فيها بإضافة (حي على خير العمل) عند الأذان للصلاة، وبالفعل التزم إمام المسجد رحمه الله في قريتنا بهذه الجملة طيلة ثلاثة أيام فقط سرعان ما عاد إلى ما كان عليه قبل ذلك (الفرمان)، بمعنى ان الحكم الملكي كان يريد في فترة من الفترات الضغط على قبائل اليمن لتحويلها إلى الزيدية وليس الاثني عشرية، وكذلك الحال في عددٍ من القرى والمناطق القريبة من مديرية مقبنة..! ما دفعني لمثل هذا القول هو إنني كنت في زيارة لمحافظة تعز وسمعت من يتحدث عن تشيع في شرعب وفي سامع وفي جبل حبشي وفي الجند وفي مديريات عدة من محافظة تعز، وعند متابعتي وبصورة متصلة وجدت فعلاً في شرعب السلام هناك أحد الأشخاص من دفع له المال الكثير ليقوم بإيصال كتب اثني عشرية إلى القرية ومحاولة غرس الفكر الاثني عشري، طبعاً الرجل يجد صعوبة جداً في اعتناق مثل تلك الأفكار لكن ما يُخشى منه ان هناك أموالاً كثيرة تتدفق على كل من يساهم في نشر هذا الفكر.. كذلك الحال في إب بل في كثير من مديريات محافظة إب، وكلنا يعلم بمثل هذا الأمر، لكن الذي يغيب عن بال كثير من الناس ان الأفكار الاثني عشرية ومحاولة نشرها في المنطقة لا تقف في مكان دون آخر ولا في مدينة يمنية دون أخرى، يكفي البعض أن يعرف ان الحوثي خصص مبلغاً خيالياً ليرد على مقال أحد الزملاء نشره في “المصدرأولاين” وفي صحيفة المصدر وربما في صحف أخرى والمبلغ الذي رصد لمواجهة هذا الزميل كان خيالياً بالفعل، لست ضد أحد يقوم بنشر أفكاره ومعتقداته ومن يقبلها أيضاً لسنا ضده، لكن ان يتم تخصيص ميزانيات ضخمة وبمبالغ خيالية لهذا الأمر، فالموضوع عندئذٍ يدعو للقلق ويثير الريبة والشك ويطرح الكثير والكثير من التساؤلات ويضع عدداً لا حصر له من علامات الاستفهام والتعجب.. مثلاً مدينة تعز وفي إحدى قراها قدم احد الدارسين من طهران وقام بإحضار كتيبات ويوزع منها ويقدم هدايا للبعض وينشر ما يشاء من الأفكار، هناك بعض الاعتراضات عليه، لكن هذا لا يمنع من أن الرجل قد تحول بالفعل إلى مروج وأصبح معروفاً للقاصي والداني، بل ولم نجد من أبناء المنطقة من يلتفت لتلك الكتيبات أو لما يحاول أن ينشر من الأفكار والمعتقدات.. [email protected]