إن لم تكن الصحافة محترمة لعقول الناس فسمها أي شيء إلا صحافة!!, ولذلك فالمهني الحقيقي يزن الكلمة في الخبر والرأي بميزان الذهب, تقول القاعدة الذهبية إن الخبر ملك القارىء والرأي ملك صاحبه, ولم تقل أي قاعدة قديماً بل لم توجد قاعدة تقول أكذب على القارىء قدر ما تستطيع واخترع المعلومة حتى لو وصل بك الأمر إلى أن تؤلفها, ذلك سمه ما تريد, لكنه للصحافة لا ينتمي!!, ولا إلى أخلاقياتها, والقول اكذب حتى يصدقك الناس ربما ينفع لدى من يتعاملون مع وكلاء الشريعة, في المهنة لا ينفع, والقول قد تكذب لبعض الوقت تجده بضاعةرائجة ربما في أسواق القات!! في عالم الصحافة إما أن تكون مهنياً أو عليك أن تحترم نفسك وتغادر, ليس في الأمر خيار ثالث, إما أن تكون مهنياً حقيقياً بموهبة يهبها رب السماء والأرض لمن يريد, أو عليك أن تطأطىء رأسك وتذهب, لا مكان وسط في الأمر, وليس كل من كتب صحفياً!!, أين نقابة الصحفيين, ها هو زمن جديد يهل فهل تهل هي وتراجع نفسها وتعيد لملمة الصورة المبعثرة اجزاؤها, فيفترض أن زمن (ادفع بكل من هب ودب إلى قاعة المؤتمر) لإنجاح القائمة إياها يفترض أنه يغادر الآن, فالمهنة وخلال سنوات دفع إلى صفوفها الغث والغث, لا سمين انضم!! ولذلك نرى صحفاً ما أنزل الله بها من سلطان يفترض أن تذهب إلى الجحيم!!, ومواقع تملأ الشاشة, لا تصنع صحافة بقدر ما تذبح الكلمة من الوريد إلى الوريد, لا بد من الوقوف أمام هذا الاسفاف الذي يدير معظمه جزارون!! يبحثون عن الرزق من أي زبون يمر بمحلاتهم, من رخص لمعظمها؟, حيث تراها تقف على الابواب تشحت من سيدفع الفتات (ونحن مستعدون لما يريد)!!, مواقع ينظر إليها الناس العاديون على أنها صحافة وهي ليس كذلك. فبركات, تسريبات, اختراع المعلومة, تحريض, من يدفع أكثر نحن نبيع!!, والله العظيم لقد وضعت يدي على قلبي بعد أن (ودفت) إلى ذلك الموقع الذي على واجهته ما اسمي (خبراً) قال إن راجمات الصواريخ تملأ شارع الستين والمدرعات من كل نوع منتشرة وقوات أم الصبيان تغلق المداخل والمخارج, والوضع ينذر بكارثة, كان ذلك ظهر الأحد, خرجت إلى الصحيفة ومررت في شارع الستين فلم أشاهد حتى (حمار) يحمل آر بي جي, قبلها موقع آخر قال إن الحرب ستندلع عند الساعة كذا!! وهي مواقع تتبع مطابخ معروفة والقائمون عليها للأسف يحملون بطاقة النقابة, وهي جريمة لا تغتفر, يكفي أن هؤلاء جعلونا نتردد كثيراً أن نذكر انتماءنا للمهنة!! والآن آن الآوان لا جتثات هؤلاء, أو علينا تسليمهم بطاقات نحملها ولنذهب للبحث عن مهنة أخرى!! والله العظيم أصبح الواحد يتردد كثيراً أن يدخل إلى موقع صحافة نت الذي ينقل الغث والسمين, وهناك قصة أخرى فحيث لا تقاليد فكله يصلح لكله, فتفاجأ بأن عمودك أو مقالتك في الموقع الفلاني ولا يجري استئذانك كتقليد مهني, والمعنى أن هذه المواقع لا تجد من يكتب لها, فتعتدي على حق الصحف, وأنا هنا حتى أعتب على الجمهورية أنها لا تقول لهذه المواقع: على الأقل نحاط علماً على اعتبار أن ما اكتبه ويكتبه غيري هنا يصبح ملكها حتى أنا أستأذنها لو أردت استخدام عمودي في أي مكان ولأي غرض, هي التقاليد المهنية تقول كذلك وليس أنا!!, للمرة الثانية معظم هذه المواقع الذين يديروها ليسوا مهنيين ولا علاقة لهم بالمهنة, على أن موقعاً معيناً يثير الغثيان حين (تودف) وتجد نفسك داخلة, لا تدري كيف يؤلف كذبه!!! اتقوا الله في عقولنا يا نقابة ويا وزارة فيكفينا ما بنا, لا تزيدونا هماً فوق همومنا!! فالمواقع الالكترونية معظمها حوانيت جزارة مع الاحترام للجزارين,, على الأقل هم يعملون والعمل شرف, لكن أن تؤجر الكلمة شقة مفروشة فعلى النقابة أن تتدخل, رجاء رجاء. [email protected]