لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    لحظة وصول الرئيس رشاد العليمي إلى محافظة مارب.. شاهد الفيديو    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    الإطاحة بوافد وثلاثة سعوديين وبحوزتهم 200 مليون ريال.. كيف اكتسبوها؟    - عاجل امر قهري لاحضار تاجر المبيدات المثير للراي العام دغسان غدا لمحكمة الاموال بصنعاء واغلاق شركته ومحالاته في حال لم يحضر    العميد أحمد علي ينعي الضابط الذي ''نذر روحه للدفاع عن الوطن والوحدة ضد الخارجين عن الثوابت الوطنية''    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على بوابات العام 18 من عمر صحيفة (رأي).. عابرون يمطرون الذكرى بمحبتهم
نشر في رأي يوم 02 - 05 - 2009

يصادف اليوم الذكرى ال17 لميلاد صحيفة (رأي) التي رأت النور في 28 أبريل 1992م متشحة بخطاب إعلامي سمته الاتزان والمصداقية، وقاعدته أخلاقيات وأصول المهنة الصحفية، وغايته إضاءة مختلف جوانب الحقيقة لخلق شراكة مع القارئ في تحويل هذه الحقائق إلى دعامات ارتكاز لإحداث الانتقال الحضاري نحو فضاءات أكثر نماء.
عمر تخلله الكثير من الإنجازات ومحطات التفرد، وكثير من العناء والمعاناة المغلفة بلذة الولادة الأسبوعية بين يدي قارئ نحترمه ونخافه ونستهدفه.
17عاماً تشرفت الصحيفة بمرور العشرات من زملاء المهنة، الذين ينسب لهم وحدهم بعد الله فضل أي نجاح حققته الصحيفة على حين غرة من كوابح الواقع المعاش، ارتقوا بالصحيفة، وتشرفت بإسناد مساراتهم بما هو متوافر لها من حب وقليل من مهنية.
شقوا عنان العمل الصحفي، نحتوا بصماتهم على جبينه، لكنهم في لحظة الابتهاج لم ينسوا محطة (رأي)، فأمطروا الذكرى بود كبير نسجته حروف (مجروحة الشهادة) لأنها صادرة عن عين محب لاترى النقائص.. لهم الذكرى، ولأيام وليال جمعتنا في بلاط صاحبة الجلالة (رأي)، ولهم القول:

مهنية عالية تخدم التوجه:
الدكتور خالد سيف الصوفي .. رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة صنعاء:
نبارك لصحيفة (رأي) الاحتفال بذكرى ميلادها، واستمراريتها في شارع الصحافة بخطى واثقة رغم بعض التعثرات التي رافقت مسيرتها، لكنها لم تغيبها عن القارئ واحترامه لها.
حينما عاودت الصحيفة الصدور الثاني في مارس 1998م بعد توقفها نتيجة الظرف الذي مر به حزبها بعد حرب صيف1994م، عملت فيها سكرتيراً للتحرير، عايشت الصحيفة ونهجها وآليات عملها، وللأمانة فهي تعد من الصحف الحزبية القلائل –إن لم تكن الوحيدة- التي كانت تغلب الجانب المهني على الجانب الحزبي في سياق خدمتها لحزبها، باحترافية عالية توفق بين خدمة توجهها وكسب قرائها، وهو النهج الذي يفترض أن يسير عليه أي إعلام حزبي.
تميزت (رأي) بأنها قدمت نفسها باحتراف عبر مختلف الفنون الصحفية (التحقيق، الخبر، التقرير، الصورة، اللقطة، أسلوب الإخراج، الصياغة المحترفة والعنونة المحترفة... إلخ.
خط الميزان الاحترافي
من هذا المنطلق كسبت (رأي) احترام وقبول المناصرين لتوجه حزبها والمعارضين، يحترمها السلطوي والمعارض في وقت واحد لالتزامها بهذا الخط المهني، وهو خط ميزان لا تدركه معظم الصحف الحزبية التي لاتفرق بين توجه حزبها وحق قارئها من خارج الحزب، وهذا ماجعل القارئ يضج من معظمها، وهو ماسبب القطيعة بين القراء والصحف الحزبية خاصة تلك التي عيشت نفسها وقارئها في أزمة مطلقة، متناسية دورها الذي يفترض أن يعكس فكر حزبها، وينمي ثقافة قارئها في مختلف المجالات الفكرية، وليس السياسية فحسب، ويعمق الثقة بينها وحزبها مع القارئ.
ربما يعود ماهي عليه (رأي) لطبيعة توجه حزبها، وربما لاحترافية رئيس تحريرها الأستاذ محمد جسار الذي عايشته فوجدته إنساناً معجوناً صحافة وسياسة، يتعامل مع (رأي) كصحيفة قارئ وصولاً لخدمة توجه حزبه بشكل غير مباشر، لمست فيه إيمانه بأن الحزب هو فكر وهدف إعلام الحزب هو إيصال هذا الفكر للناس بآليات لاتنفر القارئ ولاتثير سخريته عبر احترامه لعقلية القارئ، وحرصه على أن لايخسر ثقته، وأتذكر أننا لسنوات العمل معاً لم نضطر لأن نعتذر أو نوضح أو نصحح إلاً أخطاء طباعية.
التاريخ يحاسب
هنيئاً ل(رأي) عيدها ومزيد من المهنية في طريق خلق صحافة تثبت وتستمر وتؤسس لصحافة يستفاد منها ويرجع إليها، وأؤكد هنا أن كثيراً من الصحف قد لاتدرك أن ماتكتبه سيصبح تاريخاً، وكل واحد يضع نفسه حيث يشاء، والمستقبل هو الحكم الذي سيفرز ويقيم عبر الباحثين، وهو مانعمله اليوم حينما ندرس صحف العقود الماضية.
قد تواجه (رأي) والصحف التي تنهج أو قد تنهك نهجها مشاكل عدم استيعاب قيادات أحزابها لأهمية هذا النهج، والاعتقاد أن الدعاية المباشرة الفجة هي مايجب أن تفعله وسائل الإعلام الحزبية لكنني أؤكد كأكاديمي متخصص بأن تلك الأساليب الفجة هي أدوات (إقلاع) وليست وسائل (إقناع)، وأن الأسلوب المهني غير المباشر هو الأجدر والأقدر.
محبتي لكل الزملاء في (رأي) واشتياقي لتلك الليالي المهنية الحميمية التي كانت تجمعنا حتى ظهور الشمس.
تقاليد مهنية وجو ألفة:
الأستاذ مراد هاشم ... مدير مكتب قناة الجزيرة في صنعاء:
ليس للمناسبة أكتب ل(رأي) العزيزة فحسب، ولكن أيضاً لتلك الأيام الرائعة التي قضيتها قرابة العامين فيها (بين 1998-2000م) مسؤولاً عن الأخبار.
ل(رأي) نكهة خاصة ليس لتلك المساحة الكبيرة من الحرية المهنية المسؤولة التي كنت أجدها وفريق العمل فيها وهي الصحيفة الحزبية، ولا للتقاليد المهنية الراسخة التي تراعي كثيراً من قيم العمل الصحفي التي تضرب كثير من صحفنا الحزبية والأهلية والحكومية بها عرض الحائط، ولا لجو الألفة والتكامل والتفاني والحماس الذي يضفيه ويبدع في خلقه المايسترو الرائع رئيس التحرير الأستاذ محمد جسار، ناهيك عن لمساته المهنية وأفكاره المحفزة للتفكير والإبداع، ولا لفريق العمل الرائع أيضاً وفي المقدمة الزميلين خالد الصوفي وخالد الهروجي وبقية الأعزاء الزملاء الأستاذ عبدالله المتوكل، ومحمد رجب وآخرون كثر من الزملاء الأعزاء، ولا لذلك السهر الممتع المرهق المقلق معاً ليلة الصدور، بل أكتب لذلك كله.
ل(رأي) أهدي ألف تحية، شكراً وامتناناً على ماتعلمته منها، وما كسبته فيها، وفي المقدمة أخوة ورفاق عمل وزملاء أعزاء.
أهم المحطات التطبيقية
الأستاذ حمود سعيد منصر... مدير مكتب قناة العربية في صنعاء، مراسل عدد من كبريات وسائل الإعلام الدولية.
(رأي) أهم المحطات التي تعلمت فيها المعاني التطبيقية لمهنة الصحافة، والقواعد الأخلاقية التي تحفظ للمهني كرامته، والمهنة عرشها، وللرأي تأثيره، وللمصداقية مكانتها.
بقدرما أتذكر ل(رأي) مئات المواقف والذكريات منذ لحظة الميلاد التي كنت مشاركاً فيها (مديراً للتحرير)، أتذكر أيضاً ل(رأي) تلك المهنية العالية التي تستهدف وبوعي كامل من رئيس تحريرها قوة التأثير وكسب الاحترام من خلال الموضوعية وعدم الانزلاق في الضجيج والفرقعة.
نموذج الصحافة الراقية
الأستاذ خالد أحمد الهروجي .. مدير تحرير صحيفة الغد، مدير إدارة التحقيقات بصحيفة الثورة.
في الذكرى ال17 لميلاد (رأي) لا أملك إلا أن أعبر عن اعتزازي بهذه المدرسة العريقة التي يرأس تحريرها الأستاذ محمد جسار والتي احتضنت في فترات مختلفة من عمرها عدداً كبيراً من الصحفيين الشباب الذين تشكلت قدراتهم المهنية على صفحاتها وتتلمذوا على يد رئيس تحريرها، وكنت واحداً منهم.
إن صحيفة (رأي) تشكل نموذجاً للصحافة المهنية الراقية، التي لاتقودها رياح المصالح، ولا أهواء الحزبية، بقدر ماتلتزم بالمهنة خطاً واضحاً، والحرية منهاجاً لا حياد عنه.
تحية حب وتقدير للأستاذ محمد جسار ول(رأيه) ولكل الطاقم من الزملاء.
تساؤل عن تراجع رأي
الأستاذ حافظ البكاري رئيس مركز قياس الرأي، مدير مكتب جريدة عكاظ (سابقاً)، الأمين العام السابق لنقابة الصحفيين
بالنسبة لي (رأي) هي أول صحيفة محترفة بدأت أكتب فيها، وستظل واحدة من أهم الوسائل التي قدمتني كصحفي وكاتب عمود، ومثلت واحدة من أهم دعامات العمل الصحفي الحزبي في اليمن.
أتذكر سنواتها الأولى كقارئ لها، ثم كاتب فيها، وأتذكر الزميل الدكتور خالد الصوفي الذي كان وسيط الدخول إلى بساطها.. أتذكر جملة من الريادات والمبادرات المتميزة ل(رأي) فقد مثلت مدرسة جديدة في الصحافة الحزبية اليمنية كونها انتهجت المهنية سواء في الألوان الصحفية والأساليب الاحترافية التي اتبعتها أو في كونها فتحت صدر صفحاتها لصحفيين وكتاب لا تربطهم أي صلة بالحزب الذي تصدر عنه.
ومن منطلق هذه المحبة ل(رأي) أتساءل عن الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع الكبير في أداء الصحافة الحزبية عموماً و(رأي) على وجه الخصوص، تراجع ملحوظ لا أجد تجاهه إلا أن أدعو الزملاء في الصحيفة إلى مراجعة أعداد السنوات الأولى سواء قبل توقفها المؤقت، أو بعد عودتها عام 1998م، صحيفة لها تاريخ مهني مميز ينبغي على الزملاء فيها أن يستفيدوا من مراجعته..
معذرة لانتقادي في يوم عيدكم لكنها الغيرة على صحيفة مثلت بالنسبة لي وللكثيرين الشيء الكثير.
أتاحت التصرف باحتراف:
عبد العالم بجاش.. ناشر ورئيس تحرير دليل رجال الأعمال اليمنيين، مدير عام شبكة «برس إن» للصحافة المتخصصة:
(رأي) أفسحت مجالاً أفضل لمسار المهنة طوال تأريخها، ذلك جعلها محطة عمل هامة لكثير من الصحفيين المحترفين.
لوقت طويل، كان نفوذ الأحزاب مسيطراً بشكل أو بآخر، على الحيز الأكبر في الصحف التابعة. (رأي) في مسيرتها حققت المغاير، وأوجدت ذلك الأفق الأفضل من حيث إتاحة المجال أمام محرريها للتصرف باحتراف في تناول القضايا والأحداث والتعليق عليها.
وليس مستغرباً أن المسيرة الصحيفة ل(رأي) لها عدة محطات مشهود لها بأنها فائقة المهنية، فالصحيفة التي انتهجت خطاً صحفياً ساخناً بالمهنية ومفخخاً بالموضوعية، تحتفي اليوم بعيد ميلادها السابع عشر. وتبدو في حقيقة الأمر، كما لو أنها تؤكد أن الاحتفاء الحقيقي، ليس إلا بذكرى ولادة صحافة حزبية محترمة لم تخضع لأي معايير سياسية تنافي مقاييس المهنية ومواصفات العمل الصحفي الراقي، المنحاز دوماً لقضايا الناس، بمعايير مهنية مميزة.
دور ساند الاحتراف
ويضيف: على أن الفارق الذي أحدثته الصحيفة، أنها تعد بين صحف قليلة لعبت دوراً مسانداً في إيجاد صحفيين محترفين للحياة اليمنية.
رأي وبفضل إتاحتها مجالاً أفضل للطابع المهني في زمن تغطرس فيه الشد والضبط الحزبي على عمل الصحف، هي من أوائل صحف البلاد التي هيأت مناخاً مناسباً لانتعاش فنون صحفية متعددة كان وجودها محدوداً في الصحافة اليمنية وتحت أعقاب مخلفات مما جرى اعتبارها مقالات. في حين أن معظم ما ينشر تحت هذا الطابع لا يحقق معايير فن المقالة الصحفية.
نموذج الصحافة الحزبية
علي الذهب، مراسل إذاعة جدة ومدير تحرير مجلة العقارية المتخصصة
تعتبر صحيفة «رأي» نموذجاً للصحافة الحزبية في تناولاتها وحياديتها ومهنيتها في الطرح والمعالجة وفيما تستوعب من كوادر وأسماء صحفية ربما تختلف أفكارهم وانتماءاتهم لكن يتفقون جميعهم في تقديم عمل صحفي أكثر رقياً شكلاً ومضموناً.
تلك المقومات مجتمعة جعلت من صحيفة (رأي) بمثابة مدرسة مصغرة للأداء الصحفي المتميز ولاستيعاب وتأهيل وإخراج الكثير من الكوادر الصحفية في اليمن، ولهذا يحق لها أن تحتفي بكل هذا النجاح والانجاز.
وكان لصحيفة (رأي) نصيب لا بأس به في صنع المهنية الفائقة والقدرات الإعلامية الكفؤة لدى بعض الصحفيين الذين أضحوا اليوم يسجلون أرقاماً صعبة في سجلات صحفيي البلاد. حسب شهاداتهم.
ليس من باب المبالغة القول إن فترة عملي في صحيفة (رأي) وموقع (رأي نيوز) مثلت بالنسبة لي، تجربة اعتبرها من أجمل التجارب الصحفية وأكثرها مهنية.
معهد صحافي مفتوح!!
وليد جحزر.. صحفي يمني مقيم في سلطنة عمان
ليس في الصحافة الكثير من المكاسب، ومايدوم في العادة هو ذلك الرصيد البسيط من الخبرات المتراكمة والذكريات الطيبة والمواقف التي تحسب في العادة لصاحبها، إن كان من أصحاب المواقف المحسوبة، وهي مهنة شاقة تأخذ منك الكثير من الوقت والجهد ولاتعطيك بقدر ماتمنحها من النواحي المادية البحتة لكنها تمنحك من زاوية أخرى المزيد من الثقة ومساحة غير محدودة من حب الناس وبقائك في وجدانهم، على الأقل في اللحظات القليلة التي قلت فيها رأيك دون محاباة أو تزلف، وبكل مصداقية.
وفي بلادنا الحبيبة يزدحم المشهد بالعديد من المطبوعات مختلفة المشارب والاتجاهات ومتلونة المواقف بتلون الأسس التي قامت عليها، والقليل منها فقط مايمكن أن تصنفه في سياق الأعمال المهنية التي بوسعها أن تثريك وتضيف لرصيدك، وهذه الصحيفة التي وجهت إلي دعوة كريمة بالكتابة فيها وهي تحتفل بعام جديد من المسيرة، تعد من وجهة نظري المتواضعة واحدة من صحف قلة في المشهد الصحفي اليمني التي بوسعها أن تأخذ بيدك إلى معنى العمل الصحفي الجاد والرصين، بوسعها أن تعطيك فكرة ولو عابرة عن الصورة التي يجب أن يكون عليها العمل الصحفي حين نقرر الانتماء إليه.
وحين أقول هذا الكلام فإنه لا يأتي من منطلق أن (رأي) الصحيفة استثناء في عالم مهني متواضع الإمكانيات وصعب المشاق بل هي جزء من هذا الواقع بكل مشقاته وظروفه، وهي تقع تحت كل الضربات والتحديات التي تواجه زميلاتها من صحف أخرى، غير أن فطنة رجل واحد، أدارها باقتدار لسنوات طويلة هي من حققت لهذه المطبوعة العزيزة على قلبي هذه المساحة الفارقة في الاستثناء الذي أتحدث عنه، ذلك أن الذي يعرف الصحافي محمد جسار سيعرف معنى أن تظهر صحيفة بكل هذا التنوع والتعدد في أساليب العمل الصحفي ومنهاجه، وهو الذي حمل على عاتقه مهمة عدم خروج هذه المطبوعة عن مسار التنوع المهني أو خط الالتزام الذي عرفت به في أوساط الزملاء على مدى عقدين من الزمان.
اكتب هذه الكلمات وأنا أتذكر المسافة القريبة من السنوات التي منحت لي على يد العزيز أبوسامي ولأصدقاء لايختلفون عني كثيرا ليواصلوا مسيرة التعلم والعطاء في بلاط صاحبة الجلالة، مبتسما في وجوهنا ومرددا عبارته الشهيرة «أهلا بكم إلى البلاط»، لكنه يوماً لم يتخل عن صحفيين كان له بعد نظر في إمكانية مواصلتهم للمسار الذي اختاروه، فكان الأب والصديق والإنسان الذي بوسعك أن تلجأ إليه حين تقسو عليك ظروف المهنة وتحدياتها.
والواقع أني أتذكر بمزيد من الامتنان والعرفان سنوات جميلة قضيناها في رحاب صحيفة (رأي) الأسبوعية التي لم نشعر فيها لوهلة واحدة أنها تمارس إقصاء أو تدافع عن فكرة خاطئة أو تتزلف لمصلحة آنية بل كانت مثال للمكان الذي بوسعه استيعاب ماتؤمن به انطلاقا من معايير مهنية واضحة وشفافة.
ولن أكون مبالغا إن قلت أن هذه الصحيفة انطلاقاً من معايير الالتزام المهني الذي قامت عليه تستحق أن تنال المزيد من الدعم والتشجيع، ذلك أن العقلية التي تقف وراءها بوسعها أن ترفد الساحة الصحفية بمزيد من الأقلام المهنية الجادة والملتزمة والحريصة على شرف الكلمة ووقعها وتأثيرها لدى الناس، ويكفي (رأي) فخراً أنها ساعدت في فعل ذلك بشكل أو بآخر، متحدية كل الظروف الصعبة التي حاولت إثناء مسيرتها.
وما أرجوه أن تستمر صحيفتنا التي أحببنا ولانزال على نفس الثوابت المهنية التي عهدناها به، وبنفس الروح المرنة والجذابة القادرة على الاستيعاب والبعيدة عن معاني نبذ الآخرين أو إشاعة روح الكراهية وهذا ما لانعتقده أبداً، انطلاقا من أيام رائعة عايشناها في (رأي) وعرفت فيها شخصياً معنى أن تكتب بحب وبصدق دون أن تنتظر جزاء أو شكوراً فيكفيك أن تتعلم معنى أن تصبح صحفيا جاداً في صحيفة أشبه ماتكون بمعهد صحافي مفتوح لا يطلب منك أتعاباً بل بوسعه أن يدفع لك أيضاً.
ولكم الود :
لزملاء حاصرتنا المساحة المتاحة، فضاءات القلوب نختزن فيها أحرف محبتهم لفسحة مقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.