مابين يناير 2012، وييناير 91 مسافة شاسعة هي نفس المسافة بين قتلة ينفذون مخطط اغتيالات ضد الشريك القادم من الجنوب، وقتلة لم يؤثر فيهم فارق الزمن وتبدل المعطيات ، يحاولون الآن تجريب خساسة الاغتيال ابتداءً باليماني الكبير علي العمراني. لفظهم الداخل، ويرقبهم الخارج بعين الريبة والشك والازدراء، محاولاً توقي أوساخهم بلبس القفازات للإمساك بهم ورميهم في هامش التاريخ ، وبراميل الأكس باير. تغير العالم وجرت في النهر مياه كثيرة غير أن مياه الرؤوس المتحجرة مازالت آسنة، قانونها الوحيد التربص ، وقتل الخصوم ، ومصادرة حقهم في الحياة. المشكلة ليست في علي العمراني ، حتى وإن استفزهم تميزه وموقفه واستثنائيته وعمق انتمائه وارتباطه بمدلولات كلمة اليمن. ليتهم يدركون هذه الحقيقة: الشعب اليمني يرفضهم، لا يطيق بقاءهم، ولا خيار لديه سوى استعادة بلده من بين أنيابهم ومخالبهم التي أدمته لسنوات عجاف. حتى لو لم يأت علي العمراني الرجل المحترم المحسوب على الشعب اليمني إلى سدة الإعلام لم يكن الأمر ليختلف كثيراً. كانت الصحافة والقنوات العامة ستفلت من أيديهم حتماً، لأن زمن التمجيد والمديح للقائد الضرورة والرمز والفارس الدنكشوتي، قد ولى واندثر. إذن ما يحدث ليس شبيهاً برتم سيطرتهم . لم يتغير الإعلام العام، لأن توجيهات جديدة من علي العمراني بدأت بالارسال على فاكسات منتصف الليل . لقد تغير الإعلام العام ببساطة لأن التوجيهات تعطلت من الرئاسة ومراكز السيطرة الأمنية على الإعلام. تغير الاعلام لأن علي العمراني ووزارته الجديدة كفت عن إصدار التوجيهات والسيطرة على وسائل إعلام الشعب وتركت لها الخيار لتعمل بمهنية تنأى بنفسها عن الاستمرار في أداء دور البوق الممجوج الذي يفرط في تمجيد الفرد والغاء الشعب. ما حدث ليس فزورة لتحتار بقايا العهد الكالح في تفسيرها، ما حدث أن الاعلام عاد إلى مسار قضبانه. ما نحتاجه ليس العودة إلى عهد مات واندثر. ما نحتاجه وتحتاجه مخلفات النظام الميت المنهار أن تدرك مخلفاته أن برنامج الاغتيالات قد انتهى من زمان. لم يعد صالحاً للاستخدام، كما فعلوا به أيام زمان ابتداءً بماجد مرشد وليس انتهاءً بجار الله عمر. لقد اصبحوا مكشوفين، وبائسين وحمقى إلى درجة الشفقة والرثاء. لقد قتل هؤلاء المتشبثون بوهم الحكم الآفل ألفين يمني وأصابوا عشرين ألفاً، وعطلوا حياة بلد كامل، آملين بمواصلة اختطافهم لبلد كامل، والآن يحاولون إعاقة خروج البلد من قبضتهم السوداء في ال 21 من هذا الشهر بأفعال حمقاء يبدو أن محاولة اغتيال الوزير المثقف علي العمراني لن تكون آخرها. وما يغفله هؤلاء أن ما يفعلوه لن يكون سوى رقصة الانتحار الأخيرة لمجموعة من الحمقى لم يتمكنوا من إدراك معنى الفرصة التي منحهم إياها الشعب للنفاذ بجلودهم. لا مجال للعب في الوقت الضائع، ولو كان القتل مجدياً لاستعادة الملك المهدور لكانت نفعت معهم مذابح جمعة الكرامة وما نسج من جرائم على منوالها طوال عام كامل في مواجهة ثورة الشعب اليمني .