مشكلة الثورة والجمهورية منذ 26 سبتمبر أن النخبة من المثقفين والسياسيين والجنود والضباط دافعوا عنها بعيداً عن مشاركة الجماهير أصحاب الحق والمصلحة الأولى وعندما سقط جل هؤلاء شهداء، قتل ما تبقى منهم من الخلف لتستولي الرصاصات الغادرة على المشهد وتقلب الأهداف التي ضحى من أجلها الشهداء رأساً على عقب مع حرصها على البكاء على الشهداء وبقاء هذه الأهداف كنقوش على ترويسة الصحف لتبقى غطاء للجريمة الكبرى في اختطاف الثورة ومصادرة الجمهورية. هذا الغطاء انكشف اليوم نهائياً ولم يعد صالحاً للاستعمال بفضل انخراط الشعب في الدفاع عن الثورة والجمهورية عن طريق خلق ثورة جديدة شعبية شاملة تسكب دماؤها في كل شارع وحارة وزغط، وهذه الثورة الشعبية التي تأخرت كثيراً وحدها القادرة على صيانة الجمهورية وأهداف الثورة التي لن تكون بعد اليوم عبارة عن ترويسة صحفية يتم اغتصابها كل يوم باسم الدفاع عن عفة وشرف الجمهورية والثورة، ولن يستطيع أحد بعد اليوم أن يغطي سوأته وأطماعه بالعلم الجمهوري بعد أن رفرف في القلوب من جديد برافعة الثورة الشعبية، وأصبح النشيد الوطني يطرب اليمنيين ويتسمر لسماعه الطير في سماء اليمن الجمهوري..وبعد أن أصبح اليمني يرى أن الاعتداء على الحقوق وانتقاص المواطنة والحريات العامة والخاصة اعتداء على الجمهورية وأهداف الثورة. من المخزي أن يأخذ بعض المثقفين والكتّاب في التباكي على غلطة إبعاد أهداف الثورة من ترويسة صحيفة الثورة بينما يمضوا حياتهم في معاداة الثورة والتحريض السافر على قتل الثوار وسفك دماء الشعب كمواقف لاتنسى. معركة صحيفتي الثورة والجمهورية هي البداية الحقيقية لتحرير الإعلام وصيانة حرية الكلمة كأهم مظاهر الانتصار لثورة الشعب، وماجرى من حصارللجمهورية هي المعركة الاخيرة والبائسة لخصوم الثورة والجمهورية وهي معركة همجية بحسب وصف المحافظ الصوفي، وهو تعبير دقيق يكشف أن الجميع سيقف في صف الجمهورية والثورة والتغيير ونحن نرحب بهذا التوجه، بعيداً عن التنقيب السئ عن النوايا، فالمهمة الوطنية تقتضي أن نشجع بعضنا على إخراج أجمل وأفضل ماعندنا وردم الأسوأ بالافعال قبل الأقوال ومحاصرة من يضمرون شراً لليمن حتى نحفظ سفينتنا الواحدة من الغرق.