في مناسبة عيد الحب سوف اكتب شيئاً عن الحب لا عن العيد ، عن حب الموطن والوطن وكيف أن الحب على رقته وأموره المعنوية يصير سياجاً عالياً وحصناً منيعاً يحفظ الوطن من عوائد الدهر و نوائبه. يحكى أنه في وقت من الزمان كانت هناك جزيرة تقطنها العواطف والأمور المعنوية ، السعادة ، الحزن ، المعرفة ،وكل العواطف بما فيها الحب وفي أحد الأيام علمت جميع العواطف أن الجزيرة ستغرق فقامت وأصلحت جميع قواربها وراحت تغادر الجزيرة .. لكن الحب هو الذي بقي وحده حيث أراد أن يبقى حتى آخر لحظة ممكنة .. وحينما راحت الجزيرة تغرق فعلياً ... قرر الحب أن يطلب المساعدة .. كانت الثروة تمر بالقرب منه في قارب فخم :فقال الحب : أيتها الثروة هل تستطيعين أن تأخذيني معك .. فأجابته لا . أنا لا استطيع فهناك الكثير من الذهب والفضة معي في القارب وليس هناك مكان لك . فقرر الحب أن يسأل الأناقة والخيلاء التي كانت تمر بالقرب منه في قاربها البديع فقال الحب : أيتها الاناقه والخيلاء من فظلك أعينيني . فأجابته انني لا أقدر أن أساعدك فأنت كلك مبتل وقد تفسد أناقة قاربي . وكان الحزن قد اقترب لحظتها من الحب .. فقرر الحب أن يسأله المعونة فقال : أيها الحزن دعني اذهب معك فرد عليه أيها الحب إنني حزين جداً ، حتى إنني أريد أن أبقى بمفردي مع نفسي.. ومرت السعادة أيضاً لحظتها بالحب و لكنها كانت فرحة جداً حتى أنها لم تسمع أصلا الحب وهو يناديها. وفجأة سمع الحب صوتاً يقول :تعال أيها الحب سآخذك أنا معي ، وكان صاحب الصوت شيخاً متقدماً في السن ، أحس الحب بالفرح والنشوة حتى أنه نسي أن يسأل هذا الشيخ عن اسمه وعندما وصل إلى اليابسة ، مضى الشيخ في طريقه ، وشعر الحب كم هو مدين لهذا الشيخ ، فسأل المعرفة وهي الأخرى متقدمة في الأيام ، ترى من الذي ساعدني فأجابت قائلة : لقد كان الزمن . فأجاب الحب متسائلا: الزمن ثم عاد وتساءل: ولكن لماذا أعانني الزمن؟ ابتسمت المعرفة في وقار و حكمة عميقة وأجابته : ( إن الزمن هو وحده القادر أن يفهم كم هو عظيم ذلك الحب) ... بالحب نعبر باليمن إلى بر الأمان .. و نبني الأوطان ويسعد الإنسان ، الحب اخلاص للوطن ، ونقاء في القيم ، وصفاء في القلوب ، وعهد في الذمم ، ورسالة تغيير ، ومبدأ شرف ، وهدف ثورة ، وميثاق وطن وأمة ، وعهد ووفاء واجتماع شمل وإخاء.. بالحب تصفو الحياة ، وتشرق حضارة اليمن من جديد ، وتضمد الجروح ، وتزال بؤر التعفن الطائفية والحزازات المناطقية والأمراض المذهبية ونتانة الجاهلية. بالحب تعانق صنعاءعدن ، وتبتسم تعز و أبين ، تغني إب ولحج ، وتزغرد ذمار وشبوة وتصافح صعدة المهرة وتقبل بيضاء الضالع ، وتضحك حضرموت وحجة وتعمق روح الوحدة، ويصير الشعب إخوة . حب متبادل من الطرفين بل من جميع الأطراف إذ لا لذة للحياة بدون حبائب حب يغسلنا من الحقد ، وينظفنا من الحسد ، لنكون حصن الأمان ومنبع الحنان نجتمع لا نفترق ونتقارب لا نتباعد . أيها الوطني الحبيب : أغسل قلبك بروح الوطنية واجعل نور الحب الذي في صدرك يسري من جوانحك إلى جوارحك وضعه في بطاقة انتخابية من أجل وطن اسمه الجمهورية اليمنية . اجعل صوتك وردة حب تسقى بماء الاستفتاء وانعش بها بلدك بالشرعية الدستورية ، واجعل من الحب لذة لا تلغي الآخر بل تقبل به وتحترم رأيه . واصلح الموجود خيراً من انتظار المفقود وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به . بكل الحب كتبنا بالجمهورية ، بقلم الحرية ، وبكل أريحية ، فلتحيا الجمهورية بالجمهورية .