المشهد الأول: الرئيس اليمني الجديد عبدربه منصور هادي يؤدي اليمين الدستورية أمام ممثلي الشعب.. هذا المشهد طال انتظاره 33 سنة والمفروض أن يتكرر كل خمس سنوات ولكن ليس بنفس الوجه وإن كان ولا بد فيتكرر بشرط أن تكون الفترة الثانية ثلاث سنوات لا تزيد وبذا تصبح الفترتان 5+3=8 سنوات، فلا يجب أن تكون الفترتان بنفس الزمن. ويجب أن يتضمن الدستور الجديد بالإضافة إلى ذلك عدم السماح بتعليق صور الرئيس في الدوائر الرسمية وكذا في الشوارع، وأن يستبدل كل ذلك بلفظ الله أكبر حتى يعلم الجميع ويتأكد أنه لا كبير إلا الله فيستشعر المسئول حجمه وأنه خادم لهذا الشعب، كذلك إلغاء بعض الهتافات التي تمجّد الزعيم مثل: بالروح بالدم... ولكلنا نعلم أن صدام حسين رحمه الله شُنق، ولم تتحرك الأرواح والدماء لتفديه، وإنما هي شعارات تقذف الوهم في نفس الزعيم فيصدق. إن طول مدة المسئولية في مرفق أو مؤسسة أكثر من عشر سنوات تقتل الإبداع والابتكار والقدرة على التجديد، وهذا ما أثبته العلم والواقع فيظل المسئول يكرر نفسه ويعتقد جازماً أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان، ولو تمعّنا في سير معظم الزعماء فإننا نجد أن الاضطرابات تبدأ بعد العشر السنين من الحكم وتبدأ القرارات الإدارية في الاضطراب لدى المدير بعد العشر السنين من الإدارة، لذا فإن التنقل والتدوير الوظيفي هو الذي يضمن الاستمرار في التجديد والإبداع. ليست مشكلة الزعماء وحدهم فنحن من يطغّون الطغاة ويصنعون الاستبداد ويزينه في قلوبهم، ونحن من يترك حقه في الرقابة والمحاسبة لهم حتى يصل الحال بالبعض إلى سَنّ قوانين خاصة تحميهم من كل نقد أو إنكار لمنكراتهم. نحن اليوم مطالبون أن نضع أسساً جديدة في دستور جديد غير قابل للتلاعب والتعديل العبثي، مطالبون بأن نرسّخ قيماً جديدة تحفظ هذا الوطن من كل فتنة أو عبث وأن نضع مصلحة الوطن فوق كلا مصلحة وفوق كل اعتبار. مطلوب أن تتحول جملة من القيم إلى ثقافة ثم إلى سلوك يومي يعيشه المواطن، وإلا فلا معنى للتغيير الذي ثار شعبنا وشبابنا من أجله. المشهد الثاني: مظاهرات عارمة يقوم بها شعب أفغانستان غيرة على كتاب الله عزّ وجل، والغريب أن بقية بلدان الإسلام لم تحرك ساكناً حتى الآن والأفغان وحدهم يُقتلون في سبيل الذود عن كتاب الله.. حتى الآن لم يفهم الأمريكان أن دين الإسلام متجذر في المسلمين إلى درجة أن البر والفاجر يشارك في هذه المظاهرات. آمل أن تتخذ الدول الإسلامية شيئاً حيال ذلك على الأقل التنديد مثلما عملت باكستان، فكتاب الله أحق بالتعظيم والتقديس. المشهد الثالث: جنود إسرائيل تقتحم المسجد الأقصى والشباب الفلسطيني يتصدى لهم بالحجارة والأحذية ولم تحرك دول الإسلام ساكناً، وليس غير اتحاد العلماء المسلمين هو الذي يندد ويشجب ودبابات وقوات الأسد تدك الأحياء في حمص ودير الزور وغيرها.. أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة. بمال السوريين يُقتل السوريون ويُذبحون من الوريد بحماية الفيتو الروسي والصيني المدفوع الثمن من إيران، بينما العرب مشغولون بالكيد لبعضهم وممارسة ألعاب التخفي هنا وهناك. لقد كشفت الثورة السورية عن الوجه القبيح لدعاة التحرر ومقارعة الاستكبار، وظهر حقدهم الدفين على من يخالفهم من المذهب، وأصبحت الثورة في سوريا كفراً بواحاً ومؤامرة لابد من التصدي لها، أما الثورة في البحرين فواجب شرعي وديني ووطني يجب المشاركة فيه.. وهذه بلية ليس أكبر منها. وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند