الإرث كبير في حق أرض وشعب تعرّض لهجمة الجوع والفقر والحرمان، والتي لاتزال مستمرة والدائرة تتسع من حولها وتطول يوماً بعد يوم فهل ياترى نرسمها نحن أم يرسمها لنا الآخرون؟! فعلى امتداد المنطقة العربية برمتها ابتداءً من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين وغيرها يجرى إعادة رسمها من جديد، ذلك يشير إلى أن للمنطقة العربية مخططات وسيناريوهات تشير إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ بدلاً عن تلك الأنظمة القديمة التي يجرى مراسيم دفنها اليوم.. فهل ياترى آن الأوان في أن نستفيق من سباتنا هذا خصوصاً نحن اليمانيين في أن نجتمع ونتوحد تحت سقف وشعار واحد اليمن أولاً وأخيراً نتداول فيها الطروحات الاقتصادية والآراء ونتحاور حول أمن واستقرار بلادنا ومستقبل أولادنا..؟ فاليوم وأمام هول وحجم هذه السيناريوهات والأحداث المفاجئة ورياح هذا التغيير الذي يعصف بعدد من الأنظمة في المنطقة العربية ينبغي أن نستخلص الدروس والعبر لما يدور من حولنا في عالمنا العربي ومن التاريخ اليمني وفي تجاربنا السابقة، وبعبارة أخرى إن الإخلاص للوطن والصدق والشفافية هما طريق الخلاص لما يعانيه المجتمع اليمني اليوم، وهو أقرب وأنجع الطرق والوسائل إلى بلوغ المرام والمقاصد لما نصبو إليه. فعندما يشعر المرء بعمق الولاء والمسئولية الكاملة لا يحتاج إلى الشجاعة فحسب بل إلى الإيمان وقوة العزيمة وإلى الثقة بالنفس والأمل في المستقبل القادم وبجيل اليوم «فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم»، فاليمنيون جميعهم تجمعهم وحدة الهوية عميقة الجذور التي نبتت على أرض خصبة تقوم على حزمة من الروابط المتماسكة والخصائص الحضارية الناجمة عن وحدة الأرض اليمنية والتاريخ والمصير الواحد، وهذا الرصيد الضخم والثروة يجب أن تتحول إلى طاقة وجهد شعبي متسلح بالعلم والإيمان والتنظيم وبالفكر المستنير. وهذه هي الطريقة التي ينبغي بها أن نكون قادرين على تجاوز كل مشاكلنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتي يمكن من خلالها الانتقال من المرحلة العسيرة المتدهورة التي نعيشها اليوم إلى المرحلة اليسيرة والمقبولة لحياة كريمة نحو التغيير والتطور والنمو المستدام الأفضل وقلع الفساد من جذوره. فقدرات اليمنيين ومهاراتهم المختلفة بكل طاقاتها وتخصصاتها كبيرة وهائلة، ففي حال توظيفها وفقاً لرؤى وخطط وبرامج علمية وعملية ومؤسسات فاعلة من خلال حكومة كفاءات يمكن أن تشكل نقلة نوعية ضخمة في تاريخ الاقتصاد اليمني وصخرة صلبة تتحطم عليها كل المخاطر المحدقة والمهددة لوطننا ولاقتصادنا ووحدتنا ومستقبل أولادنا، وانطلاقاً من هذه القناعات أملاً في كل تغيير قادم وواعد فإن المجتمع اليمني وبكل قواه الوطنية سيكون قادراً على التعامل العقلاني مع كل ما يدور ويجري على الساحة الوطنية وفهم ما يحدث والتوقع لما قد يحدث من حولنا اليوم وغداً على امتداد ربوع اليمن السعيد.