لولا صمود مجموعة هائل سعيد وخاصة المرحوم الحاج هائل سعيد ما بني أول مصنع في الحوبان، فقد كانت رصاصات المخربين توجه إلى هذا المصنع لإخافة الصانع ومنعه من مواصلة البناء والإنتاج إلا أنه وبحكم إيمانه الذي كان هو دافعه الأول والأخير لإيجاد قلعة صناعية في اليمن، وكان ذلك المصنع للحلويات والبسكويت باكورة مجموعة مصانع متنوعة استوعبت حتى ما يزيد عن عشرين ألفاً من الرجال والنساء, أضف إليهم الموظفين والعمال في الإدارة العامة وفروعها وفي المجمع الصناعي بحضرموت، والذين لولا أنهم يعملون لدى مجموعة أحبت تعز خاصة واليمن عامة لكانوا دون عمل وضحية كبرى للأحداث التي شهدتها اليمن منذ أكثر من عام.. وقد كان مستغرباً أن يحدث ما حدث أمام مصنع الإسفنج والبلاستيك قبل أيام وأثناء ما كان المهندس خالد أحمد هائل يتحدث إلى المجموعة التي أعلنت رغبتها في تشكيل نقابة لعمال المصانع، فالمهندس كشف ما لم يكن يدور بخلد أولئك المندسين من أن قيادة المجموعة سترفض طلباً كهذا عندما أيد مطالبهم وأدان حادثة إطلاق النار لعلمه ويقينه أن ذلك العمل يعارضه العمال بدليل إحاطتهم بالمهندس خالد لحمايته وخوفاً عليه من أي مكروه قد يقوم به شخص يريد الاصطياد في الماء العكر. وبعد ما كتبه الكاتبان أحمد شوقي أحمد ومهدي أمين سامي في عددين سابقين من صحيفة الجمهورية حول الهدف الحقيقي من وراء هذا الافتعال لما لم يكن له أساس أو سبب وبما يوحي أن هناك أيادي خفية تكنّ الحقد على تعز وأبناء تعز وفي مقدمتهم أبناء وأحفاد وإخوة وأبناء الأخوة وأبناء العم وأبنائهم, فقد كانوا جميعاً عند مستوى الظن بهم بألا يتركوا هذه المحافظة واليمن على وجه العموم, بل لقد فندوا مقولة “رأس المال جبان”، لأنهم وكما عهدناهم ينظرون إلى الوطن برمته وإلى أبنائه نظرة من يتفانى باستمرار لخدمتهم وعزتهم، فكانوا نعم رأس المال والأعمال التي تستحق أعلى الأوسمة لكل عطاياها البيضاء بدون استثناء في اليمن من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها. فهم الذين بنوا المساجد وشيدوا المدارس وقدموا المساعدات الإنسانية لمن يستحقها, بل لقد كان المرحوم الحاج هائل سعيد يطوف المشافي صباح كل يوم ليسأل عن صحة المرضى وعمن يوصي الأطباء بعلاجهم في الخارج ليتكفل بنفقة العلاج ونفس الشيء يقوم به الجليل عبدالجبار هائل الذي ربما طاف اليمن من أقصاها إلى أقصاها تلبية لدعوات من أبناء المناطق له للتعرف على حاجاتهم لمثل هذه المشروعات فيأمر بإنجازها في أقصر وقت. أعتقد أن الأشخاص الذين خرجوا بحسن نية للمطالبة بتشكيل نقابة لهم قد شعروا بأن هناك أيادي خفية استغلت طيبتهم لتضرب عصفورين بحجر واحد وأضم صوتي إلى صوت الكاتب أحمد شوقي أحمد بتوجيه الاتهام إلى المتطفلين على التجارة والأعمال الذين يسعون إلى إحراق اليمن ببشرها وشجرها وأحجارها ليبقوا وحدهم بقوة السلاح الذي بحوزتهم وانحطاط أخلاقهم ودنائة أعمالهم الإجرامية حتى ضد الثورة والثائرين الشباب .. وستبقى تعز هى بيت هائل سعيد واليمن كل اليمن بيت هائل سعيد.