المشروع الأمريكي الصهيوني للوطن العربي هو التمزيق، والتفتيت، تحت مسميات عديدة “الشرق الأوسط الكبير، الشرق الأوسط الجديد، الفوضى الخلاقة، الربيع العربي” وتحت يافطات كاذبة وزائفة مثل “الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان”، وقد كرس في إعلامه المرئي والالكتروني والصحافي ووظف كل وسائله الإعلامية لإحلال ثقافة التجزئة والتقسيم والتفتيت ثقافة المذهبية والطائفية والعرقية في الوطن العربي، واستغل وجود قوى طائفية ومذهبية وعرقية وأسرية وعشائرية مستعدة لبيع نفسها إلى الشيطان لكي تحصل على المال، وتحصل على دويلة حتى في حدود كيلو مترات مربعة. فعمل على هذا المنوال في عدة جبهات عربية مثل السودان، ومثل لبنان، ومثل مصر ومثل ليبيا، والعراق، وفلسطين، وقد نجح جزئياً على سبيل المثال في تدمير الدولة الصومالية، ونجح في السودان بفصل جنوب السودان عن الدولة الأم.. ونجح في ليبيا فهي الآن ثلاثة أقاليم لكنه فشل حتى الآن في لبنان ومصر، والعراق، واليمن، وسوريا لأن الانتماء الوطني القومي في هذه الأقطار قوي. وقد مني المشروع الأمريكي الصهيوني بفشل ذريع لكنه لن يتوقف.. فالامبريالية الغربية، والصهيونية نفسَهم طويل، وسيظلون يعملون بطرق أخرى لتفتيت الأقطار العربية إلى دويلات “طائفية ومذهبية وعرقية وجهوية و... و...إلخ. طبعاً هذا المشروع وإقامة دويلات قزمية على أساس “طائفي، ومذهبي وعرقي، وجهوي” يهدف إلى عدة أهداف أهمها : 1 السيطرة على مميزات الموقع الجغرافي في هذه المنطقة. 2 الاحتفاظ بالكيان الصهيوني كدولة أقوى وأكبر بعد تحقيق أمنها جراء تحقيق المشروع، وتصفية القضية العربية الفلسطينية. 3 تبرير إقامة دولة صهيونية على أساس ديني “دولة يهودية” تمكنها من طرد بقية العرب والمسلمين خارجها، وكي لا تتهم بالعنصرية الدينية. 4 السيطرة على منابع النفط. لكن يظهر أن المشروع الأمريكي الصهيوني قد تأخر.. فقوى الممانعة والمقاومة والعروبة استيقظت وبدأت الشعوب تدرك ما يحاك لها، والخطر الداهم الذي يستهدفها.. جبناً إلى جنب مع يقظة قوى دولية أخرى “روسيا والصين”.