الشعب اليمني في غالبه شعب تتجاوز نسبة الأمية فيه 50% وهذا يعني أنه قد فهم فهماً- أرجو أن لا أكون مخطئاً- أن صندوق الانتخاب الذي ذهب إليه برجاله ونسائه هو المنقذ من الضلال, ضلال الفوضى والأسرية والعشائرية والهمجية والقبلية إلى آخر الصفات السلبية.. فهم الشعب اليمني أن هذا الصندوق سيضيء الكهرباء وسيشبع الجوعى وسيثبّت الأمن ويرخص الأسعار ويدحر الخوف, إذ كل طماشة قذيفة هاون أو دبابة أو آر بي جي. فهم شعبنا أن هذا الصندوق هو الضمان الحقيقي للخروج من الفساد الذي جعل الرشوة ضرورة حتى في المطاعم وطوابير فواتير الكهرباء والماء واستلام المعاشات.. صندوق الانتخابات في فهم 21 فبراير هو الذي سيغلق المنافذ أمام المهربين وسوف يصحح أوضاع المتقاعدين, ويحقق الأقدمية في العمل للصالحين الممتازين من أبناء الأمة اليمنيين, وسيجعل من الصحافة والإذاعة والتلفزيون ناطقاً باسم الأمة كلها, تنقل الحقائق وتصحح المفهومات وتزرع الأمل. صناديق 21 فبراير كما اعتقدها الشعب هي الضمير الصافي لهذا الشعب الذي ضحك عيه قضاء فاسد- كما يقال- وتعلم فج بليد كما نعلم, وصحة معدومة كما عشنا, ومسؤولون ربهم الوحيد هو الطمع وعقيدتهم الإلوهية هي جمع المال .. ويتحدى الشعب اليمني بصناديق الاقتراع أن يبرز معظم المسؤولين شهادات براءة ذمة مالية!! إن هذا الشعب اليمني- الأمي في معظمه- يريد رئيس جمهورية لايكافئ الذين يقطعون الكهرباء بالمال وإنما يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف لأنهم حربيون محاربون, مات مئات أطفاله وألوف رجاله بغرف العناية جراء انقطاع الكهرباء.. يريد الشعب اليمني من رئيس الجمهورية عدم تقريب الانتهازيين الذين حرمهم الرئيس القديم وعدم السماع للمرتزقة الذين قالوا لعلي عبدالله صالح وقت النهاية: إنا نخاف الله رب العالمين, بعد أن قلبوا له الحقائق وزيفوا له الواقع.. يريد الشعب اليمني العظيم من رئيسه الجديد أن يبرز المساواة وتحقيق العدل والحرية والأقدمية فهي ضمانه الوحيد للاستمرار وضمان الشعب اليمني- الأبي- في حياة كريمة.