كتبت هذه القصيدة في العام 2007، وحازت على المرتبة الأولى في مسابقة الهيئة العامة للكتاب في العام 2008. وهي آخر ما كتب الشاعر من شعر قبل ربيع الثورة اليمنية الأخيرة. وقد كانت القصيدة بمثابة نبوءة بالثورة القادمة على أيدي شباب الجامعة، فها هو الوطن المسافر قد استجاب للنداء، وقرر العودة إلى أبنائه، بعد أن أجرى عملية قسطرة أطاح فيها بالديكتاتور عنترة، وبعد أن دفع الشباب “ثمن تذكرة” العودة من دمائهم، وانتظروا على مقاعد الصبر في الساحات حتى مساء الثورة. وها هو قيس المحب لوطنه يبيع أساور ليلى في جولة الجامعة ليشتري كرامتها، كما تنبأت القصيدة..!. لك المجد يا وطني والخلود ولي شاهد يحرس المقبرة. لك اليوم، والأمس، والريح، والشمس، والليلة المقمرة. ولي من حروف الهجاء، على شاهدي، ما يساوي بنان اليدين.. ولي وجع مثل جرح الحسين. ولي صرخة غائرة. وأنت هنالك يا وطني، في السماء، غريب عن الأهل والأصدقاء. ونحن هنا يا أبانا الشريد، نطارد كسرة خبز، وشربة ماء. ونمشي على حافة المسطرة. - 2 - سألتك بالله يا وطني أن تعود سندفع ما شئت من ثمن التذكرة ونجلس فوق المقاعد حتى المساء تعال إلينا.. تعال إلينا.. فمازال في القلب متسع للبكاء، ومازال في الحزن منطقة شاغرة. - 3 - يقولون: إنك أجريت بعض الفحوصات للقلب، إنك تحتاج للقسطرة. يقولون: إنك تبكي كثيراً علينا، وتلعن أحوالنا المنكرة. يقولون: إنك تكتب فينا قصيدة عشق، ويذبحها عنترة..! - 4 - سلامات يا سيد المتعبين، ويا أول الأنبياء إلينا، ويا آخر المرسلين. سلامات.. هل سنراك قريباً؟ تعبنا انتظاراً إلى الآخرة. فبالله يا وطني أن تعود.. لأجل المحبين في شعرنا، لأجل المواويل في جرحنا، لأجل العصافير فوق الشجر. لأجل السماء، لأجل المطر. لماذا سئمت الحياة لدينا، لماذا عشقت السفر؟ وكيف تقضي الحياة على طائرة؟! - 5 - أتسألني عن رفاق العمل؟.. بثينة، تهديك مولودها والقبل، جميل، له طفلة رائعة، شعرها مثل أيامنا: سادر في الأمل. وقيس.. أتذكر يا وطني شعر قيس؟ هو الآن في جولة الجامعة، يبيع أساور ليلى، يبيع قصائده في الغزل، ليدفع فاتورة الماء يا وطني و”القطل”، ويرجوك يا سيدي أن تعود، ولو في العطل..!