كانت مشكلتنا مع الهاشمية لا مع الهاشميين. لكن المشكلة أن معظم الهاشميين قد أصبحوا مع الهاشمية! وتتضح هذه الحقيقة بمجرد تعريف الهاشمية: إنها نزعة عنصرية تدعي أن الله قد اصطفى سلالة من الناس اصطفاء عرقياً ومنحها حقوقا استثنائية في السلطة والمال (...)
يستكثر صديقي علي البخيتي على السيدة كرمان مطالبتها بمحاكمة المجرم رقم واحد في التاريخ اليمني الحديث، ويريدها أن تنصرف إلى حديث السياسيين المائع باسم الواقعية السياسية. والواقعية السياسية لدى صديقي - الذي لا أكن له إلا الود على اعتبار ما بيننا من (...)
لم يكن النبي محمد في نظر نفسه ونظر أصحابه سوى رجل عظيم اختاره الله لحمل رسالة الله الخاتمة إلى الناس. وكان القرآن الذي يبلغه حريصا على وضعه في المقام الذي يليق به بلا إفراط ولا تفريط. فهو صاحب خلق عظيم نعم، لكنه يجتهد ويخطيء أحياناً، وعلى هذا الأساس (...)
هناك موجة شك ديني تجتاح شريحة الشباب المثقف في اليمن وغيرها من البلاد الإسلامية، بعضها يصل إلى مستوى الإلحاد الصريح وإنكار وجود الإله، في حين يكتفي بعضهم بإنكار الأديان على طريقة الربوبيين المعروفة. فيما يتجه آخرون لتجريب ديانات أخرى كالبهائية (...)
لا شك أني أحب فن التمثيل، لكن بشرط أن يظل بيني وبين الممثل اتفاق ضمني بأن ما يقوم به ليس سوى تمثيل، أما إذا ادعى أنها الحقيقة فسأضطر للتوقف عن المتابعة وسأعتبره مجرد كذاب لا فنان. هذا الأمر ينطبق تماما على الأخوة والأخوات أنصار الانقلاب الفاشي في (...)
بقدر الحق والخير والجمال الذي فينا؛ سيكون مستقبلنا، منطق العقل والعلم والدين يقول إن ما يحدث لنا اليوم هو ثمار منطقية لأخطاء تراكمية، أخطاء في التربية، وأخطاء في الثقافة، وأخطاء في الفكر، وأخطاء في السّياسة، وأخطاء من كل نوع، كانت بذوراً وأصبحت (...)
من كلمتين، لكنها مفتاح أسرار كثيرة، بواسطتها تستطيع التنبؤ بموقف فلان من القضية الفلانية قبل أن يعلن عن موقفه، بواسطتها تستطيع التمييز بين الإنسان ومشروع الوحش، بين حقيقة الخير وحقيقة الشر، إنها حقوق الإنسان.
إذا وجدت شخصاً ينكرها أو يشكّك فيها أو (...)
لقد خسرنا كل شيء تقريباً ،قيم النبلاء، وحدة الروح والعقل، مقدرات الوطن، الحياة الكريمة، المستقبل المشرق، وأخشى أن نكون قد فقدنا الأمل أيضاً. ومع ذلك فما زال بإمكاننا أن نحتفظ بشيء واحد إذا خسرناه خسرنا أنفسنا، إنه الحقيقة، الحقيقة التي يراد لها أن (...)
يحتاج الإنسان العربي عموماً واليمني على وجه الخصوص فرصة واحدة فقط يشعر فيها بكرامته وآدميته وحريته لمدة جيل واحد فقط.. جيل واحد سيحافظ على التجربة وينقلها بأمان إلى الذي يليه، لكن أصحاب المطامح غير المشروعة يقطعون أمامه كل الطرق ويصادرون منه كل (...)
هناك حقيقة واحدة في هذا البلد لا شك فيها، هي انعدام الخيال عند صناع المشهد السياسي.. من أجل دولة مدنية ووطن كريم؛ كل شيء يفعلونه ينقصه الخيال والجودة العالية. وهم بالطبع غافلون عن هذا القصور الخطير، ولا يستطيعون حتى تخيله. ولا يسمحون لأحد بسد هذه (...)
حين يبدأ المثقف تجربة الكتابة للآخر، فإن أول ما يستولي على اهتمامه هو الرغبة في امتلاك أسلوب لغوي جذّاب أو متين – حسب ما يراه مثالياً – وكثيراً ما يفتتن الكاتب الصاعد بأسلوب كاتب شهير، يصبح مثله الأعلى في الكتابة، وقد يفتتن بأكثر من أسلوب لأكثر من (...)
بين آونة وأخرى تطفو على السطح قضية من قضايا الصراع بين قطاعات من المسلمين من جهة والفكر الإسلامي من جهة أخرى، لتؤكد الحقيقة التي يحاول شيوخ المذاهب إخفاءها أو التقليل من شأنها طوال الوقت، ألا وهي حقيقة أن الفكر الإسلامي (وليس الدين الإسلامي) يعاني (...)
اليمن بحاجة إلى جيل واحد.فقط .. يصنع معجزة الخروج من ماضي الفساد والاستبداد والدجل والخرافة والفقر .. وسيضمن كل جيل بعد ذلك تسليم الأمانة للذي يليه.. ولن يفعلها إلا جيل يشعر بكرامته، والعجيب أن أصحاب المشاريع المضادة يدركون هذه الحقيقة ولهذا يحرصون (...)
بسبب لغط وسوء فهم كثيرين حولها تحتاج أطروحتنا المعنونة بالعلمانية الثالثة لهذا الإيضاح المكثّف:
العلمانية الثالثة التي نبشّر بها ليست مجرد نظرية في الفكر السياسي، إنها في الأحرى أطروحة لإعادة بناء الفكر الإسلامي على أسس جديدة، إنها عملية نفي للعقل (...)
نشهد الآن بداية النهاية للمذاهب الدينية التي قسّمت المجتمع إلى طوائف متناحرة؛ رويداً رويداً سينهار البناء العتيق، وسيغادر السكان هذه البنايات الآيلة إلى السقوط، وكثيرون منهم سيغادرون الحي بأكمله، البقية الباقية من المسلمين لن تجد أمامها سوى القرآن (...)
من أخطاء الخطاب الديني لدينا تحطيمه لشعور الفرد بفردانيته وأناه. وهذا الخطأ هو إحدى مساهمات الخطاب الديني في بناء مملكة الاستبداد طوال تاريخنا الذي مضى، ومن ثم هي إحدى مساهماته القوية في تخلف هذه المجتمعات!. لا شك أنك تتساءل الآن: كيف ذلك؟.. السطور (...)
لو حاكمنا فترة حكم الإمام علي بن أبي طالب بمنطق الحوثي لوجبت المطالبة بإسقاط حكومته، ومحاصرة المدينة المنورة والكوفة، ونصب الخيام في شوارعهما حتى يتنازل عن الحكم..
ذلك لأن فترة حكم الإمام علي كانت أسوأ فترة في تاريخ المسلمين حتى ذلك الحين, فقد توقفت (...)
في القرآن الكريم آيات تثير بعض التساؤلات والشكوك حول أصالته عند البعض. ومنها ما يتعلق بموقفه من العلم ومنها ما يتعلق بموقفه من الخرافات والأساطير ومنها ما يتعلق بموقفه من الكتب الدينية السابقة عليه. فهناك من يرى أن القرآن يتناقض مع العلم، ويتوافق مع (...)
لماذا يعجز العلماني العربي أن يتصرف كإنسان حديث حينما يتعلق الأمر بخصومه الفكريين؟.. لماذا لا يقف عند حد الخصومة الفكرية، وتفنيد الفكر؟. لماذا يتجاوز حدود النقد إلى حدود الحقد ما دام أن الخصم لم يتجاوز حدود الفكر؟.
نعم نحن نختلف مع الأستاذ الزنداني، (...)
لماذا يعجز العلماني العربي أن يتصرف كإنسان حديث حينما يتعلق الأمر بخصومه الفكريين؟.. لماذا لا يقف عند حد الخصومة الفكرية، وتفنيد الفكر؟. لماذا يتجاوز حدود النقد إلى حدود الحقد ما دام أن الخصم لم يتجاوز حدود الفكر؟.
نعم نحن نختلف مع الأستاذ الزنداني، (...)
مهنة القضاء هي المهنة التي يمارسها كل شخص على هذا الكوكب.. كلنا له منصة ومطرقة وأحكام.. أحكام نصدرها في حق الأشخاص والهيئات والأفكار.. وليست هذه مشكلة بالطبع. بل إنها من ميزات الإنسان على غيره من الكائنات.. إلا أن فهم طبيعة هذه الوظيفة يجنبنا الكثير (...)
مهنة القضاء هي المهنة التي يمارسها كل شخص على هذا الكوكب.. كلنا له منصة ومطرقة وأحكام.. أحكام نصدرها في حق الأشخاص والهيئات والأفكار.. وليست هذه مشكلة بالطبع. بل إنها من ميزات الإنسان على غيره من الكائنات.. إلا أن فهم طبيعة هذه الوظيفة يجنبنا الكثير (...)
يتعلّل بعض الإخوة الهاشميين ومن رأى رأيهم في عقيدة الامتياز العرقي ببعض الحجج الواهية من نصوص موضوعة بعد الإسلام أو بتأويلات قرآنية مصنوعة على عجل، وقد ناقشنا كثيراً من هذه الحجج في منشورات سابقة في مساهمة بسيطة لإيقاف زحف الأوهام المقدّسة وما (...)
يستخدم معظم الناس كلمة الفتنة بمعنى خلق الظروف والعوامل المناسبة للاحتراب والصراع الاجتماعي، بينما الحقيقة أن كلمة الفتنة تعني قهر العقل عن طريق التضليل، إلى الحد الذي يجعل العقل عاجزاً عن تمييز الخبيث من الطيب والحق من الباطل، ولهذا قال القرآن إن (...)
الأفكار الجديدة والجريئة تصيب العقل الراكد بالصدمة، فيندفع إلى أسهل المواقف تجاهها وهو الرفض.. والغالبية العظمى من الرافضين يبنون موقفهم على أساس انطباعي خالص ولا يدركون أن الفكرة الجديدة هي ثمرة مقدمات لم يتعرفوا عليها، وأن صاحب الفكرة لا يستطيع أن (...)