يستكثر صديقي علي البخيتي على السيدة كرمان مطالبتها بمحاكمة المجرم رقم واحد في التاريخ اليمني الحديث، ويريدها أن تنصرف إلى حديث السياسيين المائع باسم الواقعية السياسية. والواقعية السياسية لدى صديقي - الذي لا أكن له إلا الود على اعتبار ما بيننا من علاقة ودية سابقة - هي القبول بالأمر الواقع، أي القبول بخروج المجرم رقم واحد في تاريخ اليمن الحديث من كل هذا الخراب الذي أحدثه سالماً غانماً بعد أن حطم كل شيء. حطم اليمن إنساناً ودولة وجمهورية وقيماً ووحدة وثروة. متعللا بقوله إن الوصول إلى مجرم مثل المخلوع أو عبد الملك لن يكون إلا بعد هلاك ملايين اليمنيين. وهو كلام بالطبع خال من المنطق السياسي فضلا عن منطق القيم والمبادئ. فليس وراء صالح والحوثي سوى عصابة سيطرت على سلاح الدولة واختطفت الناس في مناطق سيطرتها، والحديث عن السلام مع عصابة هو حديث الاستسلام فقط. وإلا فمن يمنع السلام في اليمن؟!. هل لدى علي خارطة طريق عادلة للسلام؟!. إذا لم يكن لديه سوى خيار الاستسلام لرغبات شياطين الإنس في صنعاء فلن يجد من يسمعه. أما اليمنيون الأحرار سواء في جبهات الداخل أو في جبهات الخارج فسيفعلون ما بوسعهم لنيل حريتهم وكرامتهم كما فعل كل الشرفاء في التاريخ. أما مطالبته لتوكل بالعودة إلى أرض الوطن إن كانت ترغب في مواجهة الانقلاب فهو حديث من لا يعرف السياسة، وتناقض وقع فيه صديقي مع نفسه، وأظنه من العارفين بأن الحرب لانتزاع الحرية لا تحتاج توكل كرمان في جبهة نهم بل في جبهة العمل السياسي والدعائي بالأوساط السياسية الدولية.. ما زال لدي الكثير مما أود قوله في هذا السياق قد أجد له مناسبة قادمة، أما توكل كرمان فهي بحاجة إلى كتاب خاص يضعها في منزلتها بين عظماء اليمنيين بما قدموا في سبيل وطنهم، ولولا قربي منها ومظنة المجاملة لقلت فيها ما قاله الفرنسيون في جان دارك..