قبل يومين من إقفال باب الترشيح للرئاسة المصرية تقدم عمر سليمان لترشيح نفسه.. وهو رئيس جهاز الاستخبارات في مصر.. وعُين نائباً لرئيس الجمهورية من قبل حسني مبارك رئيس مصر المخلوع قبل يوم من خلعه، وعدم قبول نائبه عمر سليمان لتولي سلطات الرئاسة.. ما إن تقدم الرجل بأوراقه كمرشح لرئاسة مصر حتى اشتعل وطيس معركة الرئاسة. البرلمان بأغلبيته الإخوانية السلفية ثارت ثائرته ضد ترشح سليمان للرئاسة.. إنهم يعتبرونه من رموز النظام السابق، وهم لا يريدون أي أحد من رموز النظام السابق أن يترشح للرئاسة.. بل يعتبرون أن سليمان هو مرشح المجلس العسكري الأعلى في مصر، وهو المجلس الذي ينظر إليه الإخوان والسلفيون جزءاً من النظام السابق، ويدعونه باستمرار للتخلي عن صلاحياته كونه يقوم الآن مقام رئيس الجمهورية فاحتدم الصراع القائم بين المجلس العسكري والإخوان والسلف الذين يحتكمون على أغلبية مقاعد مجلس الشعب المصري. سليمان رجل ذكي، وكذلك المجلس العسكري.. رأوا بأنه لا توجد أية علاقة استفهام أو تعجب على سليمان كأحد رموز النظام السابق، ولا يوجد ما يمنع ترشح سليمان.. فصبروا حتى قبل يومين من إقفال باب الترشيح ودفعوا ب”سليمان” لترشيح نفسه.. فارتبك الإخوان والسلف في البرلمان لأنه لا يوجد ما يمنعه قانوناً من الترشح.. فبدأوا يبحثون في إصدار قانون يمنع ترشيح أي رمز من رموز النظام المصري السابق عن الترشح للرئاسة لمدة خمس سنوات، وهي خطوة متأخرة قد تعاق في المجلس، وقد تموت في أدراج المجلس العسكري.. علي أي حال.. سليمان مدعوم داخلياً من المجلس العسكري الذي يصرح بأنه لا يدعم أحداً، أما خارجياً فإن الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية أيضاً تدعم سليمان حرصاً على العلاقات مع الكيان الصهيوني. المواطن المصري محتار بين أكثر من عشرين مرشحاً.. فهل تمر الانتخابات الرئاسية بسلام أم ينفجر الموقف ويحل البرلمان ويعود الشعب المصري إلى المربع الأول، والاحتمال الأخير يرجحه الكثيرون، كون البرلمان ليس الذي حلم به المصريون.