معنى أن تكون ثائرا هو التوحد مع الوطن وهمومه التي تتجسد من خلال أبناء الشعب اليمني ومعاناتهم وأن يتحقق لهم من الأهداف ما يوازي ما يكون من الدفع والفاتورة لا أن تكون الفاتورة سياحية والخبز طاوة وشاي أحمر. ونحن في بداية الثورة تساءلت في الخيمة مع الزملاء أن يكون ضمن التغذية شراء الإصدارات اليومية من الصحف والمجلات والجرائد حتى يعي الثائر مسار ثورته وتتولد لديه الوجهة الثورية (تمتك) ويعي ما سيكون من قرارات السياسيين من خلال الإلمام المتجدد بالمسار الثوري على الأرض والساحات أو الطاولات. حتى الاختلاف في الرأي يضيق إلى أصغر ما يمكن بسبب من المشترك المتماثل من المعلومات التي تولد النتائج الواحدة. وللأسف ساحة (التغيير صنعاء) بضع مئات من الخيام لن تجد إلا بضع عشرة خيمة فيها صحيفة أو ما تقرأ لصالح الوعي الثوري. الثورة في الرصيف تنزف دما لا يقل عن ما قدمت من دماء الشهداء والجرحى والفرق بين الدماء الأولى التي أعطت نتيجة وما هو اليوم أعظم من الدماء أن في الأولى كانت النتائج الأولية للقطاف الثوري بينما تضحية اليوم وهي الأعظم هي التداعي والهدم النفسي لقوة الثائر الحقيقية وقوة الرؤية الثورية والاندفاع الثوري المفروض نحو الهدف الواضح في نقطة البداية والثورة أما الآن فقد حضرت دواعي النفس وحظوظها فسدَّ الأفق أمام الإبصار الثوري. ليس وحدهم بعض الثوار المضحين في الحالة الراهنة بل اليمن قاطبة المؤلم أن تكون تضحية بلا مقابل واؤكد أن تضحية اليوم أكبر مما سالت من دماء لشهداء وجرحي. ليس من قبيل اليأس أن أقول: أن الثوار اليوم على ثلاثة أقسام: الأول وجد بغيته بما ملك من ممكنات عادت عليه بالمادة والظهور ويعيش في متعة ونسي ما كان يدعو إليه من قبل ليتحدث باسم التضحية والثورة والدماء والاستمرارية التي تعني عوائد شخصية ولا إحساس بالمعاناة التي وصل لها بعض الثوار وعامة الشعب، والثاني حاضر حفلة زار فقط في الخيمة (ابرصني شضحك) والثالث أهلكته الثورة عزّ عليه أن يقول:(أح). هل الخارج أقدر منا ال 6.60يمني الذين نمثل شرعية عبد ربه منصور هادي في الحادي والعشرين من فبراير (علشان) نخرج مما كنا فيه ولحظة الانفجار المحتملة كانت؟ أظن أن الانفجار أرحم بكثير من هذا(0000)الذي يمارسه الرئيس السابق وعائلته على الشعب اليمني. صالح سعيد بهذه الصورة التي نحن فيها وربما يكون على استعداد أن يصرف على بقاء الساحات والاستمرار فيها لما تحقق من إعاقة للحلم وما بعد صالح.. لن تعمل السعودية والأمريكان وكل من يرعى المبادرة لأجل سواد عيون الشعب اليمني بل هناك مطالب وتنازلات لا بد أن تكون قرابين من أجل ضغط حقيقي على صالح والعائلة واستكمال تسليم السلطة، فهل لنا القدرة أن نكون أقوى وأقدر من الخارج على تنفيذ ما يصدر من قرارات جمهورية تصب في مصلحة الوطن. . ومما ورد أن عودة صالح بعد سفره إلى أمريكا وما كان يشاع أنه لن يعود إلى صنعاء هو أن هناك من أعاده لممارسة الابتزاز السياسي على السياسيين واللقاء المشترك بالذات الذي ينظر له كبديل للحكم في اليمن وذلك من أجل الموافقة على اتفاقية الحدود واعتبار أمرها منتهياً كواحدة مما يجب الموافقة عليه، باختصار العدو السعودية بالعميل صالح وعائلته.