السؤال الذي يحيرني, وزملاء المهنة, يقول: كيف تسعى الأحزاب السياسية المتشاركة في حكومة الوفاق والمعنية بإنجاز المبادرة الخليجية وآليتها المزمّنة وفي مقدمتها إنجاح مؤتمر الحوار الوطني المرتقب لإقناع إطراف الحراك الجنوبي وضمان تجاوب قيادات ومنظمات المجتمع للانضواء تحت سقف ذلكم الحوار , وفي نفس الوقت تتقاعس ،أو تماطل، أو تتجاهل – سموها كما شئتم- بعض الجهات في الحكومة نفسها ، مطالب وقضايا مشروعة لأبناء تلك المحافظات, مما يزيد الطين ،بِلّة ويعرقل تلك المساعي؟! أليس من الواجب الوطني والإنساني أن تتجاوب تلك الجهات الحكومية مع مطالب وهموم أبناء تلك المحافظات لتعطي لها قدرا من الاهتمام لتلبية مطالبهم التي تتمحور في إعادة تأهيل ما خرب من البنية التحتية من كهرباء ومياه وطرقات ومستشفيات وفي مقدمة ذلك تأمين مدها بالطاقة الكهربية لا سيما وهم على مشارف صيف خانق لا يرحم؟! وعلى سبيل المثال ، أقول : أليس من الواجب الوطني المسئول أن تستجيب وزارتا «المالية» و«الكهرباء»“لتوجيهات الأخ رئيس الجمهورية الناصة على أن تطلق الأولى التعزيزات المالية لمشاريع إعادة تأهيل محطة كهرباء ( الريان) بساحل حضرموت التي خرجت بعض وحداتها عن الجاهزية جراء حريق غامض حدث في يوليو 2010 ، وأن تستجيب للتوجيهات الناصة على تسديد استحقاقات شركات كهرباء “ باجرش” و “ بلحامض والمحضار” بحضرموت على فرع المؤسسة العامة للكهرباء هناك, والتي لا تتعدى الثلاثة مليارات من الريالات ،تقريبا , لتستمر تلك الشركات في إمداد محطاته بالطاقة, وأن توجه الثانية إدارة المؤسسة العامة للكهرباء بإرسال مهندسيها لإصلاح تلك الوحدات المتوقفة عن العمل منذ ذلك التاريخ ، وأن تعيد ما سحبته من طاقة كهربائية تقدر بعشرين ميجاوات من حضرموت الساحل, و هذا أبسط الإيمان؟! ما أشرت إليه لايعدو في كونه مثلا شرودا لأبسط المطالب الآنية الملحة لأبناء حضرموت ومحافظتهم التي ترفد خزينة الدولة بملايين الدولارات من ثرواتها النفطية والبحرية. إن مثل هذا الأمر لا يتحمل التقاعس أو المماطلة أو التجاهل في ظل ازدياد وطأة المعاناة, يقابلها نفاد صبر المواطنين قيادة وسلطة محلية ومنظمات وهيئات شعبية. ألم يلتفت رئيس حكومتنا الأستاذ محمد سالم باسندوه للمتابعات الجادة والمضنية لمحافظ حضرموت الأستاذ خالد سعيد الديني, والذي أمضى شهرا بكامله متنقلا بين مكتبي وزير المالية ووزير الكهرباء لتأمين الحد الأوسط على الأقل من الطاقة الكهربية لأبناء هذه المحافظة ,حتى أوصل الأمر إلى الأخ رئيس الجمهورية, بعد وضع الأستاذ باسندوه في الصورة، فأصدر الأخ الرئيس توجيهاته المشكورة التي كما أسلفنا لاتزال في انتظار استجابة الوزارتين ؟! أخيرا استمحيكم عذرا أن داخل أسلوبي شيء من التوتر والحِدِة, لأنني كتبت ما تقدم على ضوء شمعة صمدت هي الأخرى طوال ساعة ونصف الساعة من الإطفاء الأول بالمكلا, ولا زلنا في الساعات الأولى على حلول الظلام, وفي انتظار إطفائين إضافيين . ! فهلا تداركتموها حضرموت؟! قال الشاعر: رُبَّ ضعف إذا تكتل في الأفراد يرتُّدّ عاصفا جبارا ( وصفي القرنفلي) [email protected]