إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع لفراق كوكبة غالية من أبناء اليمن من جنود وضباط ومواطنين من المقاومة الشعبية الذين يقدمون أرواحهم رخيصة من أجل وطن خالٍ من الإرهاب المتمثل بتنظيم القاعدة أو ما يسمى بجماعة “ أنصار الشريعة” والذين أمعنوا وتمادوا في القتل والتنكيل والغدر بأبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين الأبرياء بدون وجه حق , وحق علينا أن نسميهم “خوارج العصر” . كل اليمنيين بدون استثناء لم يفيقوا حتى الآن من هول الصدمة والكارثة والتي تمثلت في المذبحة والتفجير الإرهابي الجبان الذي وقع في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء صباح الاثنين 21/5/2012م وخلف مئات القتلى والجرحى من الجنود الأبرياء العزّل الذين كانوا يرسمون لوحه تجسد وحدة الوطن أرضاً وإنساناً ويرددون كلمات النشيد الوطني للجمهورية اليمنية ولم يكونوا يحملون أي سلاح من أي نوع أو ينوون مهاجمة احد ومع ذلك تم استهدافهم وبصورة بشعة يصعب ويعجز أي شيطان أو عدو لدود أو حتى شارون نفسه أن يستخدمها أو يمارسها ضد الآخرين ولكن من يطلقون على أنفسهم زوراً وبهتاناً “ أنصار الشريعة” وهم في الواقع “ أنصار الشيطان” إن لم يكونوا هم الشياطين أنفسهم قد تبنوا هذه العملية وقاموا بتنفيذها. من ينكر وجود “ القاعدة” في اليمن هو واهم ونعامة تدفن رأسها في الرمال أو تربطه بهذه الجماعة الإرهابية علاقة لوجستية فيقلل من حجمها أو ينكر وجودها ليحقق أهدافه الدنيئة وذلك باستخدام عناصر هذا التنظيم السرطاني الشيطاني الذي ابتليت به اليمن وكان لجميع أطراف الصراع السياسي في اليمن الدور الأكبر في السماح بتعاظم خطر هذا التنظيم الإرهابي وذلك بانشغالهم بخلافاتهم وتفرغهم لتصفية حسابات 33 سنة من الشراكة في علاقة متعة سياسية واقتصادية نجحت فقط في تدمير الوطن ونهب ثرواته وكان الأولى بهذه القوى ترك خلافاتها جانبا ومحاربة العدو المشترك للجميع والذي يهدد وجود الجميع فلن يبقى احد من أطراف الصراع في السلطة أو حتى في البلاد من أحزاب سياسية وجماعات ووجهات قبلية ومشائخية إذ لا قدر الله سيطر هذا التنظيم الإرهابي ونجح في إنشاء إماراته الإسلامية التي يحلم بها والتي من شأنها تدمير الوطن و تهديد المحيط الإقليمي والدولي. من يدعو للحوار مع هذه الجماعات الإرهابية والذين قاموا بنصرة الشريعة بقتل المسلمين من جنود ومواطنين أبرياء ودمروا وحرموا الوطن من الاستقرار وحجزوا مقاعدهم في جهنم هو إنسان غير طبيعي فقد تم التحاور مع هذه الجماعات لسنوات طويلة ولكن نتائج تلك الحوارات لم تؤد إلا إلى المزيد من تفشي خطر هذا الجماعات الإرهابية وزيادة خطرها وزيادة وبشاعة عملياتها الإجرامية. إن أساليب تنفيذ هذه الجماعات الإرهابية لهجماتها من استخدام الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والخطف والقتل تمثل أسوأ طرق الغدر وتذكرنا ببعض أعدائنا عندما يقاتلون الآخرين فهم لا يواجهون أبداً ولكن يستخدمون طرق الغدر وهو ما تستخدمه جماعة “ أنصار الشيطان” وتدعي أنها تحارب الأمريكان وهي تقوم بسفك دماء الجنود اليمنيين المسلمين بدم بارد , والسؤال: أين علماء التكفير الذين يرمون تهم التكفير والزندقة يميناً وشمالاً ضد كل من يحمل أفكاراً وطنية أو تنويرية؟ وعندما نريد أن نسمع منهم فتوى صريحة في حكم من يقوم بقتل وسفك دماء الجنود والمواطنين اليمنيين وما تمارسه جماعة “أنصار الشيطان” لا نسمع منهم شيئاً بل أن البعض منهم يعتبر أن ما تقوم به هذه الجماعات الإرهابية الشيطانية هو جهاد في سبيل الله ونقول لهم: أن دماء الجنود والمواطنين الأبرياء في أعناقكم قبل أن تكون في أعناق من قتلهم لأن الساكت عن الحق شيطان اخرس فما بالكم إذا كان هذا الساكت هو من العلماء. إن كانت القاعدة هي الشماعة التي تستخدمها أمريكا للسيطرة والتدخل في شؤون الدول الأخرى ومنها اليمن فلماذا لا يتم توضيح ذلك وإعلانه وتأكيده من قبل العلماء والدولة؟. وإن كانت القاعدة هي تنظيم إرهابي عالمي وجد البيئة المناسبة له في اليمن بعد طرده من أفغانستان والعراق واختار اليمن لتكون ساحة حرب جديدة مع دول الكفر كما حدث ولازال في أفغانستان والعراق فلماذا لا يتم تأكيد ذلك وإعلانه؟. وإن كانت القاعدة لعبة تستخدمها الدول الإقليمية مثل إيران والسعودية لتصفية حساباتها في اليمن خاصة وان عناصر القاعدة التي تتواجد في اليمن يتم تجهيزها وتجنيدها وإرسالها لليمن من دول الجوار حيث توجد مزارع التفريخ لهذه العناصر وعندما يشتد خطرها يتم إرسالها وتسهيل وصولها إلى اليمن أحياناً للتخلص منها وأحياناً لأهداف أخرى فلماذا لا يتم تجفيف منابع هذه العناصر وإغلاق معامل تفريخها في دول الجوار؟ وان تتحمل دول الجوار مسئوليتها مع اليمن للقضاء على هذا الوباء السرطاني الذي اكتوت بناره قبل اليمن ولازالت معرضة للخطر.. لو سيطر هذا التنظيم الإرهابي وتمكن في اليمن لا قدر الله.. إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع ورحم الله الشهداء واسكنهم فسيح جناته.