بغض النظر عن صوابية قرار محافظ تعز شوقي احمد هائل ايقاف مدير الأمن العميد علي السعيدي من عدمها , يعتبر القرار بادرة ايجابية ونقطة مضيئة تبعث الامل والتفاؤل وتدل دلالة واضحة على أن الثورة الشعبية بدأت تأتي ثمارها.. فلأول مرة في تاريخ تعز يتجرأ محافظ المحافظة على إصدار قرار ايقاف قائد وحدة عسكرية .. فالكل يعلم ان قادة الوحدات الأمنية والعسكرية الذين كانوا في الاغلب من خارج المحافظة هم من يمتلكون قرار المحافظة ومن يتحكمون بأمورها ولا احد يستطيع ان يرفض لهم طلباً او يقول لهم لا .. وهذا ما اعترف به المحافظ السابق “حمود خالد الصوفي “ في مقابلة له مع «الجمهورية» قبل اشهر , , وأكده لي احد المقربين منه أثناء ما كانت مدينة تعز تتعرض للقصف العشوائي بشكل يومي عندما سألته عن موقف المحافظ مما يحدث فقال لي: إن ما يحدث خارج اطار العمل المؤسسي للمحافظة والمحافظ ليس له سلطة على هؤلاء ولا يمكن ان يقول لهم لا، فهم يتلقون توجيهاتهم من القيادة العليا في صنعاء،وصدور قرار من المحافظ بإيقاف مدير الأمن الذي كنا نتمنى ان يرافقه ايضا إيقاف قادة الوحدات الامنية الذين يتحملون المسئولية المباشرة عن المشاكل الامنية في المحافظة ..وخضوع مدير الأمن لهذا القرار يدل على أن الاوضاع بدأت تتغير وأن محافظ المحافظة هو صاحب القرار الاول فيها، هذا ما تريده قوى الثورة في المحافظة ..ولا يوجد لاحد اعتراض على ذلك , وما يقال ان هناك اعتراضاً من قوى الثورة على القرار غير صحيح، والذي يقول غير ذلك عليه الاثبات .. قد يكون هناك تعاطف مع العميد علي السعيدي كونه كان من اول الشخصيات العسكرية التي اعلنت تأييدها للثورة الشعبية في ايامها الاولى وكون الرجل لم يعط الفرصة الكاملة لإثبات كفاءته، لكن هذا التعاطف لم يصل الى درجة الاعتراض ..او الوقوف ضد القرار كما يروج البعض من رموز الثورة المضادة الذين حاولوا خلال الايام الماضية اثارة الفتنة وإحداث البلبلة من خلال خلط الاوراق وايجاد فجوة بين المحافظ والقوى الثورية .. فالمسيرة التي خرجت يوم الجمعة الماضية بعد الصلاة من ساحة الحرية الى أمام المحافظة لم تكن احتجاجا ًعلى ايقاف السعيدي انما كانت احتجاجا على قرار فصل الطالبات والذي ألغاه الاخ المحافظ بعد لقائه يوم السبت بعدد من القيادات الثورية والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة ..ومن يقل غير ذلك فعليه ان يأتي بالدليل والبرهان .... نحن أبناء هدا المحافظة كل ما نريده هو أمنها واستقرارها وتقدمها وازدهارها وأن تعود الى سابق عهدها مدينة العلم والثقافة ومركز الاشعاع الحضاري والتنويري الذي ينطلق الى كل ربوع اليمن ,وثقتنا كبيرة بمحافظنا شوقي أنه خير من يقود هذه المحافظة ويحقق لها ما تصبو اليه، لما عُرف عنه من صفات حميدة أبزرها: انتماؤه الى أسرة تجارية وخيرية رائدة تحظى باحترام وتقدير كل ابناء الشعب، وإن شاء الله لن يخيب رجاءنا و يكون عند مستوى المسئولية... أتمنى عليه أن لا يضيق من النقد لا سيما النقد البناء فلا أحد فوق النقد ,فعمر بن الخطاب كان يقول «رحم الله من أهدى الي عيوبى» وان يكون كما وعد في أول تصريح له بعد قرار تعيينه محافظاً بأنه سيكون «على مسافة واحدة من الجميع»ان لا يصدر إي قرار الا بعد دراسة وتأن ومشاورة، قبل كل ذلك نتمنى عليه ان يبادر وبسرعة الى تطهير المحافظة من الفاسدين الذين اوغلوا في الفساد وتواطئوا بالقتل وسفك الدماء لاسيما دماء شباب الثورة ..حتى تهدأ النفوس ونعمل جميعا من اجل خير وتنمية محافظتنا .. نسال الله له التوفيق والنجاح ..