تعالوا معاً لنستظل تحت شجرة وارفة الظلال، نزيل ما برؤوسنا من أحزان، ونتأمل في أنفسنا، ونتفكر في نهاياتنا ونبني حياتنا من جديد. تعالوا معاً لنستخرج سجلات دراساتنا ومراحلنا ونوجه الآخرين إلى الالتحاق بجامعات أكاديمية متخصصة تجلو الصدأ الملتصق بيمن النقاء والحضارة والتاريخ والطيب من بعض أبنائها الذين نخروا جسمها وقضموا ثرواتها حتى وصلوا إلى عظامها، ولولا رحمة الله تعالى بهذه الأرض الطيبة لأكلوا حتى عظامها، وتجلت رحمة الله تعالى بأن أيقظ ثورة شبابية شعبية من سبات عميق لتنقذ هذه الأرض من براثن الليوث الضارية التي تظهر نيوبها بارزة فيظنها الشعب بداية خير لكنها تتحول إلى شر وحرب. وإذا كان الشعب اليمني قد عرف ابتسامات الليوث الضارية فإنه بلا شك سيعرف ما بداخله لتجاوز الماضي بالالتحاق بجامعة تكسبه التفاؤل،هذه الجامعة تحمل هدفاً عاماً مفاده: املأوا آنية اليمن بالابتسامات. وقد يقول قائل: كيف نملأ آنية اليمن بالابتسامات ومازال اليأس مسيطراً على جميع أبناء الشعب اليمني؟كيف يكون ذلك والمصائب والآلام مازالت مستمرة؟ كيف يكون ذلك وهموم وأحزان الوطن مازالت موجودة؟ كيف يكون ذلك والخوف والرعب يتملكان الجميع؟ كيف يكون ذلك ومازال الجيش اليمني منقسماً والقضاء مختلاً نوعاً ما والحياة بشكل دائم متدهورة؟ أقول: قد تكون تلك التساؤلات صحيحة ولكن هل نزيد الطين بلة والألم ألماً أكبر؟ وهل نبقى على تلك الحال أم نفكر بحلول ممهدة لبلوغ المآرب؟ لا شك أن البحث عن حلول تطمئن إليها نفوسنا هي الطريق الآمن لبلوغ الأهداف، وتتعدد الحلول، ولكن الالتحاق بجامعة تذيب الهموم وتوقظ السعادة في النفوس هي أول الغيث وأول خطوة للوصول إلى مسيرة الألف ميل. هذه الجامعة يمكننا أن نسميها« جامعة الابتسامة» للأسباب الآتية: تتحول فيها مواد الخريف والشتاء إلى ربيع متفتح ومزهر. يصبح الليل المظلم، المعتم، الحالك الظلام، صباحاً مشرقاً ووضاءً. تتحول فيها الغربان والبوم والخفافيش إلى عصافير جميلة مبتهجة مغردة فرحانة. تخرج جيلاً من المتفائلين الذين يرمزون إلى العطاء والبناء والنهضة. تزيح الأحزان ، وتقف ضد المصائب، وتصارع أمواج اليأس والقنوط. تنشر الخير والحب والطمأنينة، وتكسب القلوب. لا مجال للآلام وللمصائب فيها، بل تحول تلك الآلام والمصائب إلى سلام وود ورحمة. منطلقها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :«تبسمك في وجه أخيك صدقة». اللغة الرسمية فيها لغة الصمت والإشارة كوسيلة من وسائل الاتصال مع الآخرين، وبها تستطيع التقرب من الآخر بمسوغات إيجابية تصل إلى القلب وتسكن الروح. تؤثر تأثيراً إيجابياً في حياة الإنسان، وتنشط الدماغ أو العقل وتصفي الذهن وتنمي القدرات الإبداعية وتوسع مساحة الانتباه والتعمق الفكري وتقوي الذاكرة والتخيل كما يشير إلى ذلك علماء النفس وبعض الأطباء. تكسب أكبر علامات الجودة في مصانع البشر،وأعظم جوائز السعادة. هذه الجامعة تخرج منها الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان الفضول عندما أبدع فيها شعراً: املأوا الدنيا ابتساماً وارفعوا في الشمس هاما واجعلوا القوة والقدرة في الأذرع الصلبة خيراً وسلاما وتخرج منها الشاعر المتفائل إيليا أبو ماضي في حواريته التي نختصر منها: قال السماء كئيبة وتجهما قلت:ابتسم يكفي التجهم في السما قال الصبا ولى! فقلت له: ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما قال العدى حولي علت صيحاتهم أأسرّ والأعداء حولي في الحمى؟ قلت: ابتسم لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجلّ وأعظما قال الليالي جرّعتني علقما قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما قال البشاشة ليس تسعد كائناً يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما قلت: ابتسم ما دام بينك والردى شبر فإنك بعد لن تتبسما من أجل ذلك فإن جامعة الابتسامة هي أفضل جامعة يمنية مستقبلية تدعو إلى التفاؤل ومقرها نفس هذا الإنسان، وتحتاج إلى طلاب أذكياء واعين مجتهدين ومتفوقين يعرفون الصواب من الخطأ ويدخلون في حوارات بناءة بوجوه بشوشة متفائلة مشرقة بيمن جديد أساسه النور والضياء والعدالة الانتقالية مع بسط الوجه وحسن الخلق مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :”إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق”. [email protected]