دارت الأيام وكاد العام أن ينقضي منذ تولي فخامة الرئيس عبده ربه منصور هادي مقاليد السلطة في هذا البلد الجريح.. ولاتزال تلك الصورة الرائعة حاضرة في الأذهان حين خرج اليمنيون بكل أطيافهم السياسية ليقولون: نعم للرئيس هادي.. نعم سنختارك بديلاً لقيادة هذا البلد لتكون أول رئيس بعد الثورة الخالدة التي قام بها أبناء اليمن ضد المعاناة والاستبداد التي عاشوها طيلة الأعوام السابقة. لقد خرج الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه يهتف ويصوّت ليمن جديد من خلالك.. فهذه هي عادة وطبيعة الشعب اليمني الوفي مع كل من حكموه.. يعيش حياته متفائلاً بغد أفضل مهما كانت الظروف قاسية. لقد جاءت بك الأقدار من غير رغبة منك.. وصرت قدراً لكل اليمنيين بأن يصلح الله حال هذا الوطن على يديك!! فما الذي تم وما الذي تحقق خلال الفترة الماضية لهذا الشعب الذي ينتظر منك حلولاً سريعة وإنقاذية لأوضاعه المأساوية؟. يكاد العام أن ينتهي من تأريخ توليك قيادة هذا البلد، وكنا جميعاً ننظر للمستقبل ولانزال من خلالك.. فالجميع راهن على استقرار اليمن على يديك.. فما الذي تحقق في هذا الجانب؟ الجميع توقع أنك ستقدم نموذجاً جديداً لحاكم يمني قريب من شعبه يعيش همومهم وآلامهم ويبادلهم الحب بالحب... فكل المحافظات اليمنية تنتظر زيارتك لها لتطمئنهم وتهدئ من روعهم وتفتح لهم بصيصاً من الأمل بأن غداً سيكون أفضل، وأن النظام والقانون والمساواة هي التي ستسود. هناك العديد من الملفات والقضايا الساخنة التي تتطلب منك ومن حكومتك قرارات سريعة.. فالشعب يا فخامة الرئيس لايزال يعيش حالة ثورة خاصة، وأنه لم يرَ نتائج حقيقية لمطالب ثورته؛ فدماء الشهداء لاتزال تبحث عمن قتلها.. ولايزال القتلة يعيشون بيننا. يا فخامة الرئيس البلد لاتزال تدار في العديد من المؤسسات برموز الفساد من النظام القديم.. لم يتغير شيء! الجميع ينتظر منك تطهير هذه المؤسسات من كل الفاسدين وأذنابهم الذين لا يريدون لك النجاح! الجميع توقع منك ومن حكومتك إحداث ثورة تصحيح لهذه المؤسسات التي ينخر فيها الفساد. توقعنا منك يا فخامة الرئيس أن تضرب بيد من حديد على يد كل العابثين بأمن واستقرار هذا الوطن كائناً من كان.. لا مبرر أن يبقى حادث السبعين مجهولاً حتى اللحظة على أبناء الشعب اليمني المكلومين بهذه الجريمة الشنعاء.. وغيرها وغيرها من الجرائم التي لاتزال في غياهيب الصمت المقيت!! أبناء الجنوب هذا الجرح الدامئ والذي لايزال ينزف من فعل ما ارتكب في حقه ممن سبقوك ماذا قدمت لهم خلال الفترة الماضية حتى تخفف من حالات الاحتقان التي يمرون به وتمسح على جراحهم وتطمئنهم أننا في عهد ووضع جديد سيحفظ للجميع حقوقه وكرامته. الشعب يا فخامة الرئيس انتظر وينتظر منك قرارات سريعة في العديد من القضايا العاجلة والملحة، والتي من شأنها صيانة أمن هذا الوطن.. المرحلة تتطلب منك الخروج أكثر إلى الميدان ومقابلة الناس والتحدث معهم عن قرب. كنا نأمل ولانزال أن تستغل الحالة الثورية المتقدة في صدور اليمنيين المتعطشين للحياة بكرامة، والحريصين على النهوض بهذا الوطن من جديد.. لتسير بهم ومعهم لصناعة اليمن الجديد. كان الله في عونك.. وكان الله في عوننا جميعاً!!