الهزائم لا تُحسب بعددها .. ربّ هزيمةٍ هي العمر. زمنكَ لن يعودَ للوراء .. لكنه يمنحكَ بضع فرص لتتعلم من تجارب ماضيكَ .. لكنّ منحتهُ بثمن مُضَاعف . - إذا أصبحتَ يوماً كاتباً بجريدةٍ فلا تمنح رئيس التحرير عنوان ماسنجركَ السريّ. - إذا أخذك أصدقاؤكَ عنوةً في رحلةٍ بريّةٍ وأجبروكَ على اصطيادِ كائنٍ ملائكيّ يسمونهُ "طائر".. فلا تزد قلقك بفلسفة حزنكَ عن جنس ذلك الملاك .. فالملائكة قد يشبهوننا ظاهراً بتراكيبنا المادية لكنهم ولحسن صدفتهم لا يملكون قلوباً سوداء لها علاقة بأصابع تقدح زناد الخطيئة. - إذا عجزت كفاكَ عن ستر عورتكَ فاغمض عينيكَ عن رصدِ المارّة .. لئلا تدلّهم عليك. إن كان الشِعر حلمكَ فأنتَ حقيقتهُ .. فكن مؤمناً بأقداره البائسة كتلذذكَ بموسيقى ارتعاشة القارئ . خطواتكَ ميراثكَ .. فعجّل بطريقكَ لشاهق صخرة الذهب .. ولا تغرنّكَ شهوة المدى القريب لواحةِ عشبِ الدواب . الموت تعليلٌ وعِلّة .. فكن الراهب العاشق. إصفح عن شوكةٍ وخزت قدمكَ بطريقٍ ما .. لولاها لما عرفتَ الوردة. بعضكَ كلك .. فلا تضع كلك حيث فقدان بعضكَ . وعدكَ رصيدك .. فلا تدع كفّكَ عارية. الكأس الشفّاف .. خيرٌ لكَ من عتمةِ خابية. الحياة طاولة مستديرة .. فلا تضيع وقتكَ باكتشاف الزوايا. الحروف مقصلة .. فاختر لعنقكَ قلادة ذات لونٍ واحد.النساء نون نعي .. وسين سعي .. وآلف آه .. وهمزة أُفّ .. فكن نعي حماقاتهن وسعي أمانهن وآه كتابهنّ وأُفّ كيدهنّ. لغتكَ العربية ماكرة .. فكن ثعلبَ قافيتك. لا تسرف في عاطفتكَ فتغدو شُحّ انتماء . لم يُسمَّ الصباح أملاً إلا لوحشة ليلٍ سابق .. فإن لم تكن أملاً فكن غسقاً .. وإن لم تكن فجراً .. فنم مبكراً . لا ترهبكَ الرماح والنبال .. فبداخلك نسبة حديدٍ من رماح .. ومن جوار شجرة النبال طينة تشكلتَ منها . لا تثق بساعة يدٍ ثمينة .. "بطاريتها" معطوبة. قصائدكَ العمودية ونصوصكَ الحداثية كلاهما يفضحُ صاحبه .. فأزح الناقد من دمكَ. الطين الذي لا تؤمِّن ثماره أُكلاً طيباً .. لا تعمّر عليه دارك. الحقيقة نصف الحكاية .. والتجاوز عنها اكتمال الحكاية. وطنكَ حيث هواكَ .. وهواكَ بقدر عقيدتكَ. لا تؤجل كلمةً طيبةً منك لامرأة .. مقابل ذلك تُنقذ بيتاً من الخراب .. وموقعاً إلكترونياً من العواصف. صديقكَ الحق هو من يمنحكَ غفوةً مطمئنةً إلى جواره .. وتصحو وقلبكَ المشرع ما زال ينبض. لا توقظ أحلامكَ قبل اكتمال نبتتها .. حينها تفقد لذة الغفوة وتحصد كآبة صحوكَ . إن منحتكَ امرأةٌ ما تراه يقيناً بها .. فلا تمنحها يقينكَ .. يقينها امتلاك ويقينكَ مجازفة. مرّ من عمركَ مقدار ما مرّ .. فلا تبكِ على من مرّ من عمره ضعفا عمركَ وما زالَ بذاتِ ترنحكَ . لا تكن يمينكَ إمّعة لما تكتبه يسراكَ .. فالزمن تبدلت رؤاه .. ويمناكَ العاطلة عن القلم آلَ إليها “ فأرة” “ كيبوردك”. الذكاء نصف الحيلة .. وفقه الحيلة ذاتها اكتمال حيلةٍ أسوأ .. فكن غبياً بقدر أمانكَ من سوء شيطانك . كلما فكرتَ أن تنسى تذكرتَ أكثر... فاهذي بما شئتَ نسيانه ليأخذ دورته الكاملة ويفنى. الوطن الذي لا يملأ فراغك المزدحم .. لا يستحق صلاتك.