الحملة لإزاحة الباعة المتجولين من قلب شوارع مدينة تعز ايجابية بصورة عامة ..لكن هناك تفصيلات مالم تراع فإنها ستفسد الحملة وتنهي شرعيتها وأهدافها النظيفة .. وراء كل بسطة أسرة وحكاية حزينة ودمع يتوارى يلامس الجوع ويفترش الفقر لايحس به أحد ، المسئولون واجبهم أن يحسوا ويرفعوا من درجة احساسهم لتأتي القرارات ناجحة وموفقة تجمع بين نظافة الشارع العام ومقاومة الفقر .. الواجب يقتضي البحث عن بديل مش أي بديل ، لابد أن يكون مناسباً فمن غير المعقول أن نرمي بالباعة وحياتهم وأرزاقهم إلى أطراف المدينة ليعانقوا الغبار وصفير الريح فعربية البائع المتجول (البسطة) ليست (قاتاً) رزقه بجناحه ولا مدناً صناعية أو ورش.. (البسطة) تعيش في الزحمة لو خرجت منها تموت مثل السمكة ولهذا لابد أن يكون البديل قريباً من الشارع ومحاذياً له فمثلاً أعتقد أن فرزة الباصات أمام مطعم (الرباش) ممكن تكون بديلاً مناسباً والفرزة تعود لمكانها القديم في الشارع الخلفي وعلى المدى البعيد ممكن بناء جسور على سائلة التحرير تقوم عليها أسواق رائعة وبإيجار للدولة كمان .. هذا على المدى مع أن القاعدة عندنا لا مدى لنا ، يستوي هنا المواطن والحكومة الجميع (يومه عيده) والنتيجة لا عيد ولا يوم جديد نفقد يومنا ونضيع غدنا .. على العموم (لبسطات) الباعة المتجولين فوائد عديدة (للغلابى) والشعب عندنا كله (غلبان ) فكما أنها تعيل أسراً فهي أيضاً توفر للكثير من أصحاب الدخل المحدود شراء حاجاتهم بأسعار مناسبة تنقذهم من نار أسعار المحلات التي تكون أضعافاً مضاعفة ولا دخل للضرائب هنا فالأمر يتعلق بالجشع ابن الطمع والذي يقترب من النصب والسرقة أحياناً .. و(البسطات) تفرض المنافسة وتعطي خيارات مهمة ( للشعب المحدود ).