من المؤسف أن تختمر فكرة ثورة بمخيلة ريموت كنترول .. وتدشن خيبتها وتكررها وتبيع الوهم لشعبٍ بأكمله بذات الريموت كنترول .. ثم نقول فجأة يجب محاكمة بقايا النظام. إن المحاكمة الحقيقية يجب أن تبدأ بمساءلة أدعياء الثورة .. والقائمين على تدجين الخرافة الموجعة في أبشع صورها .. والمحاولات المتأخرة كثيراً لإراقة المزيد من الدماء خدمة لمصالحها الشخصية ونعراتها الأنانية وفق أجندة لا علاقة لها بقضية وطن. فمن منا لا يعلم بأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح يمارس كامل بهجة حياته بالعاصمة صنعاء ! حتى تنتفض فجأة اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية .. داعيةً لمظاهرة طارئة فقط لأنّ الظهور المباشر لعلي عبدالله صالح لم يرق لمزاج أحدهم أو اثنين أو ثلاثة من عتاولة الفيد مع ذات الرئيس السابق طوال سنين حكمه! على من تضحكون يا قادة التصفية الشخصية .. يامن أنهكتم وطناً كاملاً وفق أمزجتكم اللعينة .. ووفق أهداف رخيصة لم تعد خافية على أحد. ولا أعجب منكم .. بل كل العجب في من يصدقكم من شبابٍ نفضوا عن عقولهم نعمة التفكير ومازالوا يرممون فواجع دهرهم ببضع خيانات منكم.. وهم الأكثر علماً بأنهم مجرد بيادق في لعبة دنيئة يبتهج بها الكبار - بأموالهم فقط - في مقايلهم الجاحدة لخيرات هذا البلد. أشعر بالأسى الكبير أن تتحول ثورة الشباب إلى استهداف شخصي لا أكثر .. فهي الثورة الخاملة حتى يظهر علي عبدالله صالح وتصحو فجأة وكأنّ الشعب مجرد قطيع غنم يتسلى به نفر من ذات طينة علي عبدالله صالح .. لكنه كان ومايزال الأب الراعي لثعابينه المدججة بالسموم .. والتي نرجو من الله القدير أن تتضخم تلك السموم في دوائرهم ومحيطهم فقط .. وتأكل بعضها .. لينجو هذا الشعب من قفرة الأخلاق في ثوبها الرديء باسم الثورة. كفاكم يا آل ريموت عاراً أن تستغلوا إرادة شعب لبضع مصالح لا تعود إلا وبالاً عليكم .. كفاكم خزياً أن يصفعكم علي عبدالله صالح يوماً بعد يوم وهو يدرك أنكم لا تؤمنون بقضية شعب .. بل بقضية أرصدة وامتلاك معاول أبعاد غير إنسانية .. خارج إطار الثورة بمفهومها العظيم. [email protected]