أثناء مرورنا بسائلة “وادي نخلة” بعد هطول أمطار الجمعة الماضية, تذكرت حادثة قيل إنها وقعت في ذات المكان ومازلت طالباً في الاعدادية ،كان بطلاها الراحلين عبدالعزيز عبدالغني وأحمد هائل سعيد أنعم رحمهما الله, ومعهما ابن قريتي الأستاذ غالب علي جميل مد الله في عمره وآخرون. فقد قيل حينها إن فريقاً حكومياً برئاسة عبدالغني - رئيس الوزراء حينها- والحاج أحمد هائل, اعترض طريقهم إلى منطقتنا (الأكروف) سيلٌ جارف كاد أن يجعل منهم ضحايا ويكونوا وسياراتهم لقمة سائغة لمياهه المتدفقة. لكن بحمد الله وجهود مواطنين تم إنقاذهم, ووعدوا –ومازالوا في ضفة السائلة -بالعمل على إنشاء جسر يمر من فوق السائلة يخفف عن الناس معاناتهم ويحد من الخسائر التي تخلفها سيول لا تتوقف كلما أنعم الله بأمطاره على تلك المناطق ومناطق تمر بها في محافظة إب. وهاهي أكثر من 22 عاماً مرت على تلك الحادثة والجسر لم يرَ النور والخسائر لا تتوقف مع هطول الأمطار التي ينعم الله بها على عباده كل عام وموسم. لم تكن تلك الزيارة الرسمية هي الوحيدة التي يعلن فيها عن افتتاح مشاريع افتتحت سابقاً أو لا تعمل أو ناقصة ولم تكتمل منشآتها بعد, فقد تلتها زيارات وزيارات كثيرة, خاصة تلك التي تسبق انتخابات رئاسية أو محلية أو برلمانية, كانت إحداها للرئيس السابق وفريق حملته الانتخابية عام 2006م من مسئولين وقيادات ومشائخ. جميع الوعود التي قدمت للناس في كل زيارة وفي خطابات المهرجانات الانتخابية والحزبية طوال تلك الفترة, “تبخرت” و«ذهبت أدراج الرياح» و«تحولت سراباً», وبكل الصيغ اللغوية التي تعبر عن عدم الوفاء والتنفيذ, وكان الناس يتحدثون عنها بفرح رغم تشكيكهم بمصداقية نظام “ضرب مسئولوه على صدورهم” و “شخطوا على وجوههم” مرات لا تعد ولا تحصى. فقط الوعد الوحيد الذي صدقه الناس هناك وهم المستفيدون من وجود جسر في سائلة نخلة وأعدادهم تقدر بمئات الآلاف من مناطق شرعب والعدين, هو ماتردد حينها عن وعد شخصي قدمه الحاج أحمد هائل سعيد أنعم رحمة الله عليه, بمجرد أن لمس معاناة الناس وأحس بالخطر الذي يترصد طريقهم وحياتهم باستمرار من خلال تجربته الشخصية حينما كادت السيول أن تجرفه وسيارته, كما قيل حينها. وبفضل جهود بذلت وتصدرها إحدى قامات الدائرة 36 وهو البرلماني السابق والأستاذ القدير دبوان هزبر تم سفلتت الطريق قبل السائلة من مدينة تعز وبعدها لتصل إلى مناطق في العدين, ونكاد حالياً أن نقرأ عليها الفاتحة بسبب سوء التنفيذ و«المطبات» وتلاعب الشركات المنفذة, خاصة تلك التابعة لكهلان أبو شوارب التي نفذت طريق (نقيل عُرد) بتمويل من البنك الدولي. ورغم الحاجة الملحة لإعادة سفلتت الطريق من مدينة تعز حتى نهاية مناطق الدائرة 36 التابعة لمديرية شرعب السلام, وهو ما سمعت أن الاستاذ دبوان هزبر يسعى لأجل تحقيقه, لكن أرى أن إنشاء الجسر يبقى أكثر إلحاحاً وأهم لما يمثله من ضرورة وما يشكله من خطر مستمر مع كل موسم أمطار. ومادام والأستاذ شوقي أحمد هائل سعيد هو من آلت إليه قيادة محافظة تعز بفضل الثورة الشعبية السلمية, فإني أذكره بوعد والده الراحل وهو الذي كان في فترة من الفترات قائداً لأسرة آل أنعم الخيرة ولم نعرف عنه وعنهم إلا الوفاء بالوعود والعهود وتحمل مسئوليتهم تجاه مجتمعهم ليس التعزي فقط, بل المجتمع اليمني كله. أعلم أن عدم تحقق هذا المنجز لا يتحمل مسئوليته الراحل والد الأخ محافظ تعز, وإنما النظام الحاكم والمسئولون المركزيون والمحليون وأيضاً شخصيات من ابناء المنطقة تسلقوا في المناصب ولم يهتموا لمعاناة أهلهم, وحتى المجلس المحلي للمديرية لم يلمس الناس له أي منجزات بمافيها الاهتمام بإنشاء الجسر رغم أن أمينه العام من أبناء ذات منطقة المعاناة. لكن أود تذكير الأستاذ شوقي أحمد هائل بذلك الوعد والحاجة الملحة لتحقيقه, ليعمل من خلال منصبه كمسئول عن المحافظة ورئيس مجلسها المحلي على إنجازه في أقرب وقت ممكن, ووقى الله بلدنا وأبناء شعبنا شر الكوارث بمافيها كوارث السيول.