قرارات تاريخية أصدرها الرئيس هادي خلال اليومين الماضيين سوف تعزز بكل تأكيد من حضور الدولة الذي افتقدناه كثيراً؛ لكن رغم تلك القرارات الصائبة والجريئة بكل تأكيد لا زلنا نقول إنها لا تكفي وينبغي أن تتخذ قرارات أخرى أكثر جرأة منها وأكثر ملامسة لهموم الوطن والمواطن.. ونحن لا ننظر للأمور بمنظار سوداوي لكنها الحقيقة التي ينبغي أن تفهمها الفعاليات الوطنية بمختلف مكوناتها.. علينا من الآن فصاعداً ألا نلتفت للماضي بكل مساوئه وإفرازاته، علينا النظر للمستقبل بإيجابية والدفع بعجلة التغيير وسريعاً ودون إبطاء، علينا تغليب مصالح الوطن العليا على مصالح الأحزاب وعلى مصالحنا الذاتية.. الوطن بكل تأكيد ليس المؤتمر الشعبي العام ولا الإصلاح ولا الحزب الاشتراكي اليمني ولا هو البعث ولا الناصري ولا الحق فقط.. الوطن هو كل الشرفاء اليمن من يمثله ينبغي أن يضع مصالحه الذاتية جانباً وتكون مصلحة الوطن هي الأهم وقبل كل شيء.. لا أحد يستهين بقرارات رئيس الجمهورية التي أطاحت ببعض رموز النظام السابق وأعادت الثقة بأن أهداف الثورة تتحقق وإن كانت ببطء .. لكن ما يهمنا هو أن رموز الفساد لا بد أن يكونوا خارج المعادلة السياسية بل خارج التاريخ ولم يعد بمقدور اليمنيين تحمل هؤلاء الذين أساءوا للشعب وللوطن وشوهوا صورة الإنسان اليمني عند الجيران وفي العالم أجمع، إن صورة الشخصية اليمنية صارت محل جدل وهرج ومرج خارج اليمن فبمجرد أن يسمع أحد الأجانب أو العرب في الخارج عن مواطن يمني حتى تبدأ لغة الاستغراب ونظرة التوجس والخوف كون هذا ينتمي لليمن.. يا ترى من رسم عنا مثل هذه الصورة السوداوية غير النظام السابق وأركانه والذين ساهموا بشكل أو بآخر في طبع تلك الصورة في ذهن الآخر للقريب والبعيد عنا.. الأهم اليوم هو تقديم المتهمين بجرائم الحرابة والقتل من قطاع الطرق والمعتدين على أبراج الكهرباء والمصالح العامة والخاصة للمحاكمة العلنية وبلا هوادة وفرض هيبة القانون والدولة والاستمرار في هيكلة مؤسسات الدولة والجيش وبالتأكيد في إصدار قرارات جريئة تلامس هم الوطن والمواطن وتشعر الجميع بحدوث تغيير حقيقي وتزرع الأمل في النفوس وترسم البسمة على الشفاه من جديد..! [email protected]