تحاول القوى المضادة للثورة السلمية منذ توقيع المبادرة الخليجية و حتى الآن القيام بكل ما أوتيت من قوة و بكل الوسائل اللاأخلاقية عرقلة تحقيق أهداف الثورة من خلال التشكيك بالمبادرة الخليجية و آلياتها المزمنة , و التشكيك في من قام بإعدادها ومن وقع عليها و تحاول إقناع الناس بأن الثورة سُرقت و أن المبادرة الخليجية إنما هي مؤامرة على الثورة وأهدافها و شهدائها . فتجدهم ينشرون أفكارهم تلك في كل مكان في كتاباتهم وفي تصريحاتهم و في مقابلاتهم التلفزيونية , حتى أنهم بدأو بالتوجه لإقناع الشباب بذلك، حتى وصل الحد الى زرع الحقد و الكراهية لديهم لدول الخليج العربي الراعية للمبادرة . كل ذلك ليس حقدا ً على الثورة و أهدافها وليس كرها ً للدول الخليجية فحسب، بل دعما ً قويا ً و خدمة ً للدور الإيراني في المنطقة حتى يتم تهيئة الشباب للدخول في الحركة الحوثية أفواجا ً , وللأسف بدأ الكثير من الشباب وخاصة بعض القواعد من أحزاب اللقاء المشترك وبعض الشباب من بعض الحركات الثورية التي ساهمت في ثورة الشباب , فقد بدأو يسايرون تلك المغالطات و الأكاذيب ولكن يجب علينا أن نسأل انفسنا لماذا تُثار هذه الشكوك وتُطرح هذه الأفكار الآن , خاصة ً وأن اليمن يعيش هذه الأيام بحكومة وفاق و بلا دستور , فدستورنا اليوم هو المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة وتوافق جميع القوى السياسية عليها . هل من صالح اليمن اليوم أن نقول نعم للتدخل الإيراني ؟ وأهلا ً بشبكات التجسس الإيرانية في اليمن طالما هناك تدخل خليجي! . وخلاصة القول : إن هناك فرقا ً بين تدخل و تدخل آخر , فكما هو معروف فقد تدخلت دول الخليج و المملكة العربية السعودية بمبادرتها بطلب من النظام السابق وحرصا ً منها لأنها دول جوار ومن مصلحتها بقاء اليمن دولة مستقرة وموحدة وآمنة . تدخلت دول الخليج و على رأسها المملكة العربية السعودية بمبادرة سياسية وقدمت وما زالت تقدم العون السياسي والإقتصادي بسخاء . لنسأل أنفسنا كيف تدخلت إيران في شئوننا ؟ هل طرحت رؤية سياسية للأزمة اليمنية وتم رفضها ؟ أم هل قدمت المساعدات الاقتصادية ؟ فقط تدخلت في شبكات التجسس و الدعم للقوى التي تحلم في إجهاض التسوية السياسية في اليمن , كما قال رئيس الجمهورية. نحن ننشد اليوم و نحلم ببناء الدولة الحديثة المدنية، دولة القانون دولة تستطيع حماية حدودها و تربطها أواصر العلاقات الأخوية مع دول الجوار بدون مزايدات أو ابتزازات لأحد. و على الذين يحلمون بإحداث الفوضى في بلادنا لتمرير أجندتهم بالمنطقة نقول لهم إذهبوا للعب بعيدا ً عنا فاليمن لن تكون ملعبكم ولن تكون ساحة لحروبكم مع الآخرين .