في داخل كل منا فوضى لا تقل عن تلك الموجودة داخل البلاد. إذا شعر بان كيمون بالصداع فالسبب واحد من اثنين: إما الهيكل السليماني المزعوم في فلسطين، أو هيكل الساعة السليمانية في اليمن. اليمني ينفق نصف عمره في التأسي على ما فات، والنصف الآخر في انتظار اللحظة التي يقلب فيها القات. فقط في اليمن لما تروح تشتكي بغريم يخرج معك عسكري وتدي أجرته، وفي الثورة أيضاً يخرج معك حزب وبعد الثورة يشتي منك البلاد “أجرته”. اليمن ثالث أفشل دولة عربياً، إلى جانب الصومال والسودان، الثلاثة هربوا من مدرسة الدولة المدنية، وقفزوا من فوق السور، ويقال والله أعلم إنهم بطلوا القراية وتعسكروا. زمان قبل اختراع المواصلات كان اليمني يهم أجرة الحمار، اليوم صار اليمنيون يهموا أجرة “الحوار”. اجتمع الربيع العربي والربيع اليمني فقال الأول: “لا بلح الشام ولا عنب اليمن”، وقال الثاني: “لا رمان صعدة ولا حبحب أبين”. أشهر كذبتين في التاريخ اليمني هما: حيا بهم، ويا حيا من شمه بارود. لدينا محافظان نموذجان: عبدالقادر في صنعاء، وشوقي في تعز، الأول هلال والثاني هائل، عقبال البقية. حقيقة أثبتها العلم الحديث: اليمنيون متحاورون بالفطرة في ثلاثة مواضع: في مجلس القات، وفوق الباص، وفي الفايسبوك. المواطن الوحيد في العالم الذي يمكن أن يموت في “شرغة قات”. ليتني همزة الألف فيك، ويد اللام، وظل الياء، وسكون الميم، وقلب النون “اليمن” ليتني حرف من حروف اسمك، أو نقطة فيه، اسمك يا بلدي يختزل كل أبجديات الحب والإيمان. أميركا أهدت اليمن أربع طائرات بدون طيار، عزيزي أوباما إذا وجدت اليمن جائعاً فلا تعطه طائرة بدون طيار ولكن علمه كيف يطير؟. لا أشك في أنها ستتحول عندنا من طائرة بدون طيار إلى طائرة بعشرة طيارين يتضاربوا من يسوقها، فنحن وبلا فخر نستلم الباص من الخارج ثمان كراسي ونسوي منه 14. أخشى أن يأتي الوقت الذي يقول فيه المسؤولون اليمنيون:”والله لو تعثرت طائرة بدون طيار لخفت أن يسألني أوباما عنها “. الذي يسمع أميركا وحديثها عن دعم اليمن يقول إنها ستقدم أقل شي مليار دولار بحق الكلام الذي صرفته وآخرتها على مائة مليون دولار، عزيزي جورج واشنطن هذه المساعدات لا تكفي لدعم عملية “تبول” لا أقول تحول. عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي..