في المستشفيات الخاصة .. نحن اليمنيين يرافقنا الموت كظلنا حتى في المرافق الصحية التي وجدت لنحيا وقد يكون الموت في أي مكان آخر أحب إلينا ، لأن الموت هناك يأتي بعد أن تخسر كل شيء تموت. في رابع أيام عيد الاضحى قام مجموعة من الشباب بإسعاف شخصين مصابين إثر حادث انقلاب سيارة في طريق منطقة البرح بمحافظة تعز ، أسعف المصابان وهما في حالة خطرة إلى مستشفى تعز في منطقة الحصب وهناك صدموا برفض العاملين بالمستشفى باستقبال المصابين أو حتى إجراء الاسعافات الأولية لهما إلاّ بدفع مبلغ كعربون حتى يوافقوا على استقبال الحالات ، وبعد محاولات حثيثة لإقناع إدارة المستشفى والتي باءت بالفشل جميعها قام أحد الحاضرين برهن (جنبيته) لدى استعلامات المستشفى مقابل إجراء الاسعافات الأولية للمصابين ، حينها وافقت إدارة المستشفى على شرط نقلهم بعد ذلك إلى أي مستشفى آخر. قبل ما يقارب العامين ونصف أسعف مستشار الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بتعز إلى أحد المستشفيات الخاصة بالمحافظة إثر نوبة قلبية وهو في حالة إغماء، القائمون على المستشفى رفضوا استقبال الحالة مالم يتم دفع مبلغ (100,000 ريال) رسوم استقبال ولأن حالة أسرته المادية كانت صعبة حينها اضطروا لإعادته إلى مستشفى الثورة بتعز التي نقل منها لعدم توفر قسم خاص بمرض القلب وعدم توفر أي شيء ومن ثم إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا بصنعاء وتوفي هناك. قبل تلك الحادثة بعام أسعف الحاج أمين مهيوب الشدادي إثر نوبة قلبية أيضاً إلى ذلك المستشفى ونفس الشيء طلبت إدارة المستشفى مبلغ (100,000 ريال) رسوم استقبال المريض ولأن المبلغ لم يكن متوفراً في تلك اللحظة حاول أهل المريض إقناع إدارة المستشفى برهن سيارتهم لديهم حتى يتم دفع المبلغ، وبالطبع تم رفض هذا الطرح ولم يتم قبول الحالة إلا بعد أن دفعوا المبلغ (100,000 ريال) وذلك بعد ما يقارب نصف ساعات الليل من البحث عن قرض أو رهن للسيارة.. حالات كثيرة عانت وتعاني من تعامل المستشفيات الخاصة مع المرض كسلعة تجارية فقط للربح ، وتعجب من عدم وجود الطابع الانساني لدى أصحاب تلك المستشفيات. وفيما تعمل المستشفيات الخاصة على عدم قبول أي حالة مرضية إلاّ بمبلغ العربون تقوم أيضاً تلك المستشفيات على احتجاز جثث المرضى الذين يتوفاهم الأجل ويخطفهم الموت من بين أيدي تدعي قدرتها على التطبيب بسبب مبالغ متبقية ولا يتم الافراج عن جثث الموتى إلا بعد دفع تلك المبالغ. وتتسع دائرة الموت في المستشفات الخاصة أكثر من الحكومية ،وبحسب تقارير منظمات صحية دولية أن نسبة المتوفين من المرضى المتداوين في المستشفيات الخاصة تصل إلى (20)% سنوياً فيما تقل النسبة في المستشفيات الحكومية حيث لاتتعدى ال(10)% وأرجع التقرير الأمر إلى أن عدد المستشفيات الخاصة في اليمن أكثر من الحكومية بنسبة 300 % وأيضاً إقبال المواطنين على المرافق الصحية الخاصة هروباً من المرافق الحكومية التي يتفشى فيها الفساد والمحسوبية حتى في عمل التطبيب. يعمل الأطباء في المستشفيات الخاصة على تقرير أدوية بكميات كثيرة خاصة لمن هم في غرفة العمليات أو في الرقود رغم عدم الحاجة لها ويفرضون على قليلي الوعي شراءها من صيدليات المستشفيات نفسها ، لأن الأطباء يتحصلون على نسبة من كل ذلك ، وهذا ما يؤكده غالبية المواطنين وما تؤكده شكاويهم. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=462559677116446&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater