عام ونيف مضى خرجت فيه افواج من البشر الى ساحات التغيير,بشر كانوا لما قبل الثرثرات السياسية ابرياء واصحاب حق,خرجوا ونادوا وصرخوا وقتلوا ليس فقط من اجل ان تسقط زخارف وديكورات وتطلع بدلها ديكورات اخرى تعيد نفس سيناريوهات الاقصاء والاخضاع والرأي الاوحد ,خرجوا كي يتلاشى لديهم الاحساس انهم كانوا طوال اعمارهم في بلدهم اغراب ولكي يجدوا وطنا لا يموت فيه احد من الجوع والبرد والخوف,وطن يخلو من المظالم,خرجوا كي يروا تحسنا في اوضاعهم واناتهم وعظيم قهرهم فوجدوا وطنهم على وشك ان يصبح على شفا جرف هار يكاد ان ينهار ولم يجد بعد من يقيمه في ظل تضارب الاهواء والمصالح الرعناء - اليمن وان بدأ معافى من بعض جراحاته الا انه مازال ينزف بصمت دامي من اعماق شرايينه,ينزف من جراحات الابرياء وانين الثكلى ,ينزف من تمزق اواصر الانتماء لبلد واحد وتأليه الافراد والاحزاب والعمائم واللحي والطوائف ونهم البطش والقوة وسفه الاطماع الشخصية وعشق السيطرة وغواية ملكوت السلاطين على حساب ارض تحتضر وتعقيدات تتفاقم كل لحظة وقد يكون هذا اشد ايلاما وندما من نزيف الرصاص وفوهات البنادق. - واقع الحال يثبت ان هذه المرحلة للاسف الشديد اصبحت وبكل فخر مرحلة تنكيس رؤوس وفرم آراء وعداء وبطن,مرحلة إثبات ان الآخر هو الاسوأ مني على الاطلاق وافسد مني بمراحل طوال,مرحلة اصطياد في الماء الآسن وتصفية حسابات ,مرحلة المشاريع السياسية التي ظاهرها رحمة وباطنها عذاااااب, مرحلة تصيد الاخطاء والتمسك بالعثرات والنعرات وتضخيمها,مرحلة الاهتمام بالمماحكات وترك والاولويات مرحلة ان لم تكن معي فانت في الدرك الاسفل من العداوة والبغض الرجيم وهذا بطبيعة الحال لن يعود علينا جميعا الا بالويل والثبور. -حري بنا في هذه المرحله الحرجة الدقيقة ان نتجرد تماما من عباءات القناعات الحزبية والرؤى الاحادية الضيقة وان يصطف الجميع بصدق ليبايعوا الوطن وحده فقط على البناء والسمع والطاعة وتلبية نداء (اليمن فوق الجميع) بعيدا عن تحكيم الاهواء والولاءات الفردية المستميتة والتي ان اصر البعض على التمسك بها فحتما سنهلك وندخل اتون سوء الخاتمة.علينا ان نتنازل قليلا عن بعض غرورنا وعنادنا كي تسير سفينة الوطن لبر السلامة من اجل الجميع لكننا نصر ان نبقى عميان ونحن ننظر من غربال الانانية والمصالح والاحقاد وتغليب الخاص على يمننا الغالي. فلنحب اليمن بمنتهى الاخلاص ولننبذ الكراهية والبغضاء ونقف كفريق عمل واحد نبني ولا نهدم نعمر ولا نخرب ولابد ان نرفض وبشدة ان نكون كقطعان مسيرة غرضها الغل والبغضاء وتأليه الافردا مهما كان حجمهم واهدافهم وان لا نطيح بمشروع وطن كبير لابد ان يتسع للجميع لاننا في البداية والنهاية بمانيون يجمعنا نبض واحد وهدف واحد هو يمن سعيد بابنائه ومحبيه.لنبايع الوطن والوطن وحده على البناء والسمع والطاعة ولبيك ياوطني.