- أعتقد جازماً بأن عملية هيكلة القوات المسلحة والأمن وإنهاء حالة الانقسام القائم وإعادة بناء الجيش اليمني وقوات الأمن لتصبح نواة واحدة تدين بالولاء لله والوطن بعيداً عن الولاءات الشخصية الضيقة أضحت اليوم ضرورة ملحةً ومن شأنها أن تعجل بالخطى نحو الانتقال لبناء الدولة المدنية الحديثة والمتطورة دولة النظام والقانون وعلى الرغم من الأهمية التي تكتسبها هذه الخطوة المتمثلة في إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن إلا أنني أرى بأن هناك جوانب وقطاعات بحاجة أيضاً إلى إعادة الهيكلة ضمن عملية إصلاح شاملة تقتضي إعادة هيكلة الوطن على أسس وطنية، حيث يحتاج الوطن إلى هيكلة سياسية تتمثل في إعادة بث الروح الوطنية والانتماء الوطني للأحزاب والمنظمات السياسية والمدنية بحيث تتخلى هذه الجهات عن الولاءات الخارجية وتدين بالولاء للوطن لضمان استفادة المواطن من كافة الخطوات التي تقوم بها في إطار الممارسة السياسية، بحيث تثمر هذه الهيكلة عن مراجعات هامة في البرامج السياسية واللوائح الداخلية الخاصة بالأحزاب والمنظمات والهيئات والكيانات النقابية لتصب هذه البرامج في خدمة الوطن والمواطن بدرجة أساسية قبل أن تصب في خدمة الأحزاب والكيانات المختلفة، فمن المؤسف ما نسمعه اليوم عن ولاءات خارجية تدين بها بعض الأحزاب والهيئات والأفراد على حساب المصالح الوطنية فالأمر يحتاج إلى إعادة هيكلة لتصب المياه في مجراها الطبيعي. - أحزاب سياسية مضى عليها سنوات دون أن تعقد مؤتمراتها العامة وهذه تحتاج إلى هيكلة جمعيات واتحاد ونقابات ومنظمات مجتمع مدني تحولت هي الأخرى إلى ملكيات خاصة لفرد أو جماعة يستغلون خيراتها لحسابهم وهذه بحاجة إلى هيكلة الوظيفة العامة التي تحولت نتيجة سياستنا البلهاء إلى وظيفة خاصة تتنازعها الصراعات السياسية والمناكفات الحزبية والمصالح الشخصية والولاءات الحزبية والقبلية هي الأخرى بحاجة إلى عملية هيكلة لضمان فاعليتها ورفع مستوى انجازاتها التي تحقق الأهداف المنشودة منها على الوجه الأمثل مدارسنا بحاجة إلى هيكلة تنهي حالة التنافس الحزبي والسياسي المسيطرة على هذا القطاع الهام من أجل أهداف ومصالح سياسية وحزبية بحيث يتم تحييد المدارس والمنشآت التعليمية والمدرسين عن الصراعات والتنافس الحزبي من أجل الوصول إلى إعلان ثورة تعليمية تعيد للتعليم في بلادنا اعتباره ومكانته الرائدة التي افتقدناها منذ عشرات السنين نريد هيكلة وسائل الإعلام بحيث تتحول إلى أدوات ووسائل تلامس هموم المواطن ومشاكله وتنتصر لمظلوميته وتنمي ثقافته الوطنية وتغرس في قلبه حب الوطن وصدق الانتماء والولاء له، وتعمل على محاربة الفساد والمفسدين وحماية المال العام “ من حمران العيون” بحيث تكون هي قلب المواطن اليمني النابض وهي مصدر الحقيقة نريد هيكلة بيوت الله لتخضع لسلطة الدولة ممثلة بوزارة الأوقاف والإرشاد وإنهاء التبعية السياسية والحزبية والمذهبية والفردية القائمة لتمكينها من أداء رسالتها التنويرية والإرشادية القائمة على الوسطية والاعتدال الخالية من التطرف والتشدد والغلو، الرسالة المفعمة بالإيمان التي تحث على التوحد والتكاتف وتنبذ الفرقة والشتات والتشرذم، الرسالة التي تبني ولا تهدم وتعمر ولا تخرب وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. - نريد إعادة هيكلة القطاع الخاص ليصبح شريكاً فاعلاً للجانب الحكومي في إحداث نهضة تنموية وخدمية شاملة في البلاد نريد إعادة هيكلة قوانيننا وانظمتنا لتتماشى مع متطلبات المرحلة ومتغيرات العصر بحيث تدخل هذه القوانين حيز التنفيذ والتفعيل دون الحاجة إلى جعلها كتيبات للزينة في أدراج مكاتب الوزارات والدواوين العامة نريد إعادة هيكلة سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج لتتحول إلى جهات فاعلة تقوم برعاية وخدمة أبناء الجالية اليمنية في بلدان العالم وتعزيز من العلاقات الدبلوماسية مع تلك البلدان نريد سفراء يسهرون على خدمة المواطنين في بلدان الاغتراب ولا نريد سفراء لخدمة مصالحهم الخاصة ومشاريعهم الاستثمارية وخصوصاً أن هناك من السفارات اليمنية التي تحولت إلى أشبه بالملكيات الخاصة بالسفير وأسرته وأقاربه وأصهاره وأبناء قريته حيث تحولت هذه السفارات إلى شقق للسكن ولإقامة. - نريد إعادة هيكلة كل شيء في هذا الوطن لما يعود بالخير والنفع على الوطن والمواطن إذا ما أردنا أن نخطو بثقة نحو بناء اليمن الجديد والوصول إلى الدولة المدنية الحديثة التي ننشدها ونحلم بها جميعاً فالوطن يحتاج منا في هذه المرحلة الصعبة والحساسة أن نكون أكثر مرونة وأن نقدم التنازلات من أجل أن تتمكن السفينة اليمانية من الإبحار متجاوزة كل الأعاصير والزوابع التي تعترض مسارها وحتى الملتقى ..دمتم سالمين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=463290563710024&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater