كل يومٍ يمرّ ونحن نتفاءل بالقادم المنتظر رغم عراقيل مخرجات الأفكار المتباينة بهذا الوطن العزيز؛ إذ تلوح غيمة أمان، ثم ما تلبث أن تطوي خيرها وتمضي تاركةً الجفاف يعتصر بحقول الوطن الذي أنجبَ الخير والتأريخ. ولعلنا في مناسبةٍ عظيمة كاستقلال جنوباليمن من الاحتلال البريطاني نستلهم الأفكار المتوثبّة لتمكين العدل والمساواة والانتماء لهذا الوطن المُثقل بالخيبات.. دون أن ننزوي في دائرة التذكر ونتحسّر على الماضي كيفما كان. إنّ مناسبة استقلال جنوبنا الحبيب يبعث على قوّة الإرادة وشحذ الهمم والتطلع نحو بناء يمن جديد.. لا تتكالب فيه أيادي أبنائه لشدّ الخناق عليه أكثر ما هو فيه.. بل يجب أن يتفق الخصوم على مواجهة الخطوب بعقلانيّةٍ فذّة تنطوي بداخلها سواعد البناء والتغيير الأمثل.. والإرادة الصلبة لتجاوز كل العثرات والإحباطات المتوالية. ولطالما حمل التأريخ في طياته الكثير من مآثر البطولة التي سطرها أبطال اليمن في كلّ المناسبات الإنسانية التي أشعلت مسافات الضوء في عتمة المسار.. وجعلت من المستحيل واقعاً لمسناه وعايشناه وحلمنا بتوالدهِ تصحيحاً سليماً لكل الاختلالات التي رافقت مسيرة الوطن. كل عامٍ وشعبنا بخير.. كلّ عامٍ وجنوبنا الغالي يرفل في استحقاقه الإنسانيّ المتوّثب نحو تحقيق العدل وهدأة الخطوب المتلاحقة.. كل عامٍ ومجتمعنا اليمنيّ خالٍ من الأحقاد والنعرات والفوضى التي تنخر في بنائه العالي. رابط المقال على الفيس بوك